قال الإمام ابن كثير: إسناده إلى ابن عباس قوي، ولكن الظاهر أنه إنما تلقاه ابن عباس إن صح عنه من أهل الكتاب، وفيهم طائفة لا يعتقدون نبوة سليمان -عليه السلام-؛ فالظاهر أنهم يكذبون عليه، ولهذا كان في السياق منكرات من أشدها ذكر النساء ... وقد رويت القصة مطولة عن جماعة من السلف ... وكلها متلقاة من قصص أهل الكتاب، والله أعلم بالصواب. اهـ يقول الشيخ محمد أبو شهبة - رحمه الله - ما ملخصُّه: قوة السند لا تنافي كونها مما أخذه ابن عباس وغيره عن كعب الأحبار وأمثاله من مُسلمة أهل الكتاب؛ فثبوتها في نفسها لا ينافي كونها من إسرائيليات بني إسرائيل وخرافاتهم وافتراءاتهم على الأنبياء ... والحق أن نسج القصة مهلهل، عليه أثر الصنعة والاختلاق، ويصادم العقل السليم والنقل الصحيح في هذا، وإذا جاز للشيطان أن يتمثل برسول الله (سليمان)، فأيّ ثقة بالشرائع تبقى بعد هذا؟ وكيف يسلِّطُ اللهُ الشيطان على نساء نبيه سليمان، وهو أكرم على الله من ذلك؟! وأيُّ ملك ونبوة يتوقف أمرهما على (خاتم) يدومان بدوامه ويزولان بزواله!!؟ وإذا =