للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ} من غير توقيت لصلاة، وقيل: القرآن هنا: الصلاة، عبر عنها به؛ لأنه بعض أركانها، ونسخ بالصلوات الخمس، ثم أومأ إلى علة النسخ فقال: {عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى} فيثقل عليهم قيام الليل، و (أَنْ) مخففة من الثقيلة؛ أي: علم أنه سيكون.

{وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ} يسافرون للتجارة {يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ} أي: رزقه {وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} أي: يجاهدون لا يطيقون قيام الليل.

{فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ} أي: القرآن، كان هذا في صدر الإسلام، ثم نُسخ بالصلوات الخمس، وذلك قوله تعالى:

{وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ} المفروضةَ {وَآتُوا الزَّكَاةَ} الواجبة.

{وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا} هو الإنفاق في سبل الخير غير المفروض.

{وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا} مما تؤخِّرونه إلى الوصية، ونصب (خَيْرًا) (وَأَعْظَمَ) على المفعول الثاني لـ (تَجِدُوهُ)، فإن الوجود إذا كان بمعنى الرؤية يتعدى إلى مفعولين.

{وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ} لذنوبكم {إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} كان السلف الصالح يصلون إلى طلوع الفجر، ثم يجلسون للاستغفار إلى صلاة الصبح، والله أعلم.