للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{مُشَيَّدَةٍ} مرتفعةٍ.

{وَإِنْ تُصِبْهُمْ} أي: المنافقينَ ومَنْ جرى مجراهُمْ.

{حَسَنَةٌ} خصبٌ وظفرٌ يومَ بدرٍ.

{يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} لنا.

{وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ} جَدْبٌ وهزيمة يومَ أُحُدٍ.

{يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ} يا محمدُ؛ أي: بسبب شُؤْمِكَ، فقال تعالى لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: {قُلْ} لهم {كُلٌّ} الحسنة والسيئة.

{مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} بقضائه وقَدَرِهِ، ثم عَيَّرَهم بالجهلِ فقال:

{فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ} يعني: المنافقين.

{لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا} والفقهُ لغةً: الفَهْمُ. وقف أبو عمرٍو، والكسائيُّ بخلافٍ عنه على الألف دونَ اللام من قوله (فَمَالِ هَؤُلاَءِ) (١)، و (مَالِ هذَا الكِتابِ) في سورةِ الكهفِ، و (مَالِ هَذَا الرَّسُولِ) في الفرقان، (فَمَالِ الَّذِينَ) في سألَ، ووقف الباقون (فمال) على اللام اتباعًا للخَطِّ، بخلافٍ عن الكسائيِّ، قالَ ابنُ عطية: ومنعه قومٌ جملةً؛ لأنها حرف جر، فهي بعضُ المجرور، وهذا كله بحسب ضرورةِ أو (٢) انقطاعِ نفسٍ، وأما أن يختارَ أحدٌ الوقفَ فيما ذكرناه ابتداءً، فلا، انتهى (٣).


(١) انظر: "الغيث" للصفاقسي (ص: ١٩٣)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: ١٩٢)، و"معجم القراءات القرآنية" (٢/ ١٤٧).
(٢) في "ظ": "و".
(٣) انظر: "المحرر الوجيز" (٢/ ٨١).