في قوله تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ (١٩٣)} [البقرة: ١٩٣]، وكُتب الحرفان بغير ألف، ولو قُرئ به لكان لحنًا، ثم أُثبتت الألف في قوله تعالى في سورة التوبة: {وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ (٤٧)} [التوبة: ٤٧] بزيادة الألف بعد (لا) وكذلك كُتب (١) في بعضِ المصاحف في سورةِ النمل: {أَوْ لَأَ أذْبَحَنَّهُ (٢١)} [النمل: ٢١] بزيادة ألفٍ بعد (لا)، ولو قرئ به، لكان لحنًا فاحشًا.
وكتبوا في سورة الكهف: {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَايْءٍ (٢٣)} [الكهف: ٢٣] بألف بين الشين والياء، ولم يكتبوا ذلك في سائر القرآن.
وكتبوا في الأنعام: {وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِىْ الْمُرْسَلِينَ (٣٤)} [الأنعام: ٣٤] بياء بعد الألف المهموزة، وفي سائر القرآن بغير ياء.
وكتبوا في النحل: {وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى (٩٠)} [النحل: ٩٠] بياء بعد الألف، وفي الشورى: {أَوْ مِنْ وَرَآءِى حِجَابٍ (٥١)} [الشورى: ٥١] بالياء، وفي الأحزاب: {مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ (٥٣)} [الأحزاب: ٥٣] بغير ياء، وكتبوا في النور: {وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ (٣٧)} [النور: ٣٧] وفي يونس: {مِنْ تِلْقَاءِى نَفْسِي (١٥)} [يونس: ١٥] بياء بعد الألف؛ وذلك كله سبقُ القلم، أو لعلَّ الكاتب قصدَ تقويةَ الهمزةِ المكسورةِ بالياء، وليسَ يحسُنُ ذلك؛ لأنه يشتبهُ بالإضافةِ إلى النفس.
وكتبوا (سَمَوتِ) بغير ألف بين الواو والتاء، إلا في موضعٍ واحد في حم السجدة قوله: {سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ (١٢)} [فصلت: ١٢]، فهذه ونحوُها هو اللحنُ الذي قالَ عثمانُ -رضي الله عنه-: سَنُقيمه بألسنتنا.
ولا يُظن به أنه رأى لحنًا يُخاف فيه الغلطُ، ثم تركَهُ في المصحف.