{بِالْأَزْلَامِ} جمعُ زَلَمٍ بضمِّ الزاي وفتحِها، وهي القِداحُ التي لا ريشَ لها ولا نصلَ، وذلكَ أنهم إذا قصدوا فعلًا، ضربوا ثلاثةَ قداحٍ مكتوب على أحدِها: أَمَرني ربي، وعلى الآخر: نهاني، والثالثُ: غُفْلٌ، فإن خرجَ الآمرُ، مَضَوا على ذلك، وإن خرجَ الناهي، تجنبوا عنه، وإن خرج الغفلُ، أجالوها ثانيًا، فمعنى الاستقسام: طلبُ معرفةِ ما قُسِمَ لهم دونَ ما لم يقسمْ بالأزلام.
{ذَلِكُمْ} أي: المحرَّماتُ في الآية، أو الاستقسامُ.
{فِسْقٌ} قال - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ تَكَهَّنَّ أَوِ اسْتَقْسَمَ، أَوْ تَطَيَّرَ طيرَةً يَرُدُّهُ عَنْ سَفَرِهِ، لَمْ يَنْظُرْ إِلَى الدَّرَجَاتِ العُلاَ مِنَ الجَنَّةِ يَوْمَ القِيَامَةِ"(١).
(١) رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (٢٦٦٣)، وفي "مسند الشاميين" (٢١٠٣)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (٥/ ١٧٤)، والخطيب في "تاريخ بغداد" (٥/ ٢٠١)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (١١٧٧)، عن أبي الدرداء -رضي الله عنه-.