للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

شيءٌ إلا نَقَصَ" فقال: "صَدَقْتَ" (١)، وعاشَ بعدَها - صلى الله عليه وسلم - أحدًا وثمانين يومًا، وتُوفي يومَ الاثنين بعدَما زاغتِ الشمسُ لليلتين خَلَتا من ربيعٍ الأولِ (٢)، وقال ابنُ الجوزيِّ: لاثنتي عشرةَ ليلةً خلَتْ منه سنة إحدى عشرةَ من الهجرةِ (٣).

{فَمَنِ اضْطُرَّ} متصلٌ بذكرِ المحرَّمات، وما بينهما اعتراضٌ مؤكِّدٌ معنى التحريم. قرأ نافعٌ، وابنُ عامرٍ، وأبو جعفرٍ، وابنُ كثيرٍ، والكسائيُّ، وخلفٌ: (فَمَنُ اضْطُرَّ) بضم النون، وأبو جعفرٍ: بكسر الطاء (٤)، والمعنى: فمن اضطرَّ إلى تناولِ شيء من هذهِ المحرمات.

{فِي مَخْمَصَةٍ} مجاعةٍ.

{غَيْرَ مُتَجَانِفٍ} مائلٍ.

{لِإِثْمٍ} وهو الأكلُ فوقَ الشبع.

{فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ} لهُ ما أتى عندَ اضطراره.

{رَحِيمٌ} لا يؤاخذُه بأكلِه. وتقدَّمَ اختلافُ الأئمةِ الأربعةِ في جوازِ أكلِ الميتةِ عندَ الضرورةِ، وقدرِ ما يجوز أكلُه في سورةِ البقرةِ عندَ تفسيرِ قولِه تعالى: {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ


(١) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٣٤٤٠٨)، والطبري في "تفسيره" (٦/ ٨٠)، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (٢/ ٥٣٣).
(٢) انظر: "تفسير البغوي" (١/ ٦٣٧).
(٣) انظر: "زاد المسير" لابن الجوزي (٢/ ٢٨٧).
(٤) انظر: "الغيث" للصفاقسي (ص: ٢٠٠)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: ١٩٨)، و"معجم القراءات القرآنية" (٢/ ١٩٣).