للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

قال في الكشاف: (فإن قلتَ: لِمَ عطف النخل والرمان على الفاكهة -يعني: في قوله تعالى: {فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ} [الرحمن: ٦٨]؟ - قلت: اختصاصًا لهما، وبيانًا لفضلهما، كأنهما لما لهما من المزية جنسان آخران؛ كقوله: {وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ} [البقرة: ٩٨] (١)؛ أي: بعد قوله: (وملائكته)، أو لأن النخل ثَمَرَةُ (٢) فاكهةٍ وطعامٌ، والرمانُ فاكهةٌ [ودواءٌ، فلم يخلصا للتفكه منه؛ قال أبو حنيفة (٣) -رحمه اللَّه-: إذا حلف (٤) لا يأكل فاكهة] (٥)، فأكل رمانًا، أو رطبًا، لم يحنث.


= منتهى الإرادات (٣/ ٤٣٩).
(١) بعض آية ٩٨ من سورة البقرة، والآية كاملة: {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ}.
(٢) في "ب": "تمرة".
(٣) أبو حنيفة هو: الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت التميمي الكوفي، مولى بني تيم اللَّه بن ثُعلبة، يقال: إنه من أبناء الفرس. ولد سنة ثمانين في حياة صغار الصحابة، ورأى أنس بن ما لكلما قدم عليهم الكوفة، وروى عن عطاء بن أبي رباح، وهو أكبر شيخ له، وأفضلهم على ما قال. وعن الشعبي وطاوس وغيرهم.
عُني بطلب الآثار, وارتحل في ذلك، وأما في الفقه والتدقيق في الرأي وغوامضه، فإليه المنتهى، والناس عليه عيال في ذلك كما قال الإِمام الشافعي، حدث عنه خلق كثير، وكان من أذكياء بني آدم، جمع الفقه والعبادة، والورع والسخاء، وكان لا يقبل جوائز الدولة، بل ينفق ويؤثر من كسبه، له دار كبيرة لعمل الخز، وعنده أجزاء وصناع.
قيل: إنه مات شهيدًا مسمومًا، وإن الذي سمه المنصور سنة ١٥٠ هـ، وله سبعون سنة. سير أعلام النبلاء (٦/ ٣٩٠ - ٤٠٣)، وشذرات الذهب (١/ ٢٢٧).
(٤) في "أ" و"ج" و"د": "خلف".
(٥) ما بين المعكوفتين ساقط من: "د".

<<  <  ج: ص:  >  >>