للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولم يَزد على ثلاث إلا أن يتكلمَ فَيُعِيدُه برفق.

ــ

* قوله: (فيعيده برفق) بلا إلحاح، لئلا يتضجر، فيقع فيما لا ينبغي، وإنما استحب إعادتها لتكون آخر كلامه كما في الخبر (١).

وما أحسن ما اتفق لأبي زرعة الرازي (٢)، لما حضرته الوفاة كان عنده أبو حاتم (٣)، ومحمد بن مسلم (٤)، فاستحييا أن يلقناه، فتذاكرا حديث التلقين، فارتج عليهما، فبدأ أبو زرعة وهو في النزع، فذكر إسناده إلى أن قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من كان آخر كلامه لا إله إلا اللَّه" ثم خرجت روحه مع الهاء، قبل أن يقول: "دخل الجنة" (٥) (٦).


(١) يأتي تخريجه ص (١٢).
(٢) هو: عبيد اللَّه بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ القرشي مولاهم، المخزومي، أبو زرعة، أحد الأئمة الأعلام، وحفاظ الإسلام، كان من أفراد الدهر حفظًا، وذكاء، وإخلاصًا، وعلمًا، وعملًا، روى عنه مسلم، والترمذي، والنسائي، وغيرهم، مات بالريِّ سنة (٢٦٤ هـ). انظر: طبقات الحنابلة (١/ ١٩٩)، المقصد الأرشد (٢/ ٦٩)، المنهج الأحمد (١/ ٢٤٤).
(٣) هو: محمد بن إدريس بن المنذر بن مهران الغطفاني، الحنظلي، أبو حاتم الرازي، أحد الأعلام، حافظ المشرق، من الحفاظ الأثبات، جمع أحاديث الزهري وصنفها، ورتبها، وكان المرجع في معرفة رجال الحديث، مات سنة (٢٧٧ هـ)، وقيل: (٢٧٥ هـ). انظر: طبقات الحنابلة (١/ ٢٨٤)، المقصد الأرشد (٢/ ٣٧٥)، المنهج الأحمد (١/ ٢٨٥).
(٤) هو: محمد بن مسلم، المعروف بابن وازة، أبو عبد اللَّه الرازي، الحافظ، سأل الإمام أحمد عن مسائل، مات بالري سنة (٢٦٥ هـ). انظر: طبقات الحنابلة (١/ ٣٢٤)، المقصد الأرشد (٢/ ٤٩٧)، المنهج الأحمد (١/ ٢٥١).
(٥) من حديث معاذ: أخرجه أحمد (٥/ ٢٣٣)، وأبو داود في كتاب: الجنائز، باب: في التلقين (٣/ ١٩٠) رقم (٣١١٦)، والحاكم في كتاب: الجنائز (١/ ٣٥١) وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي، قال الحافظ ابن حجر في تلخيص الحبير (٢/ ١٠٩): "وأعلَّه ابن القطان بصالح ابن أبي عريب وأنه لا يعرف، وتعقب بأنه روى عنه جماعة، وذكره ابن حبان في الثقات".
(٦) أخرج نحو هذا الأثر ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل في ترجمة أبي زرعة، باب: =

<<  <  ج: ص:  >  >>