للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(١١٥) ولا يَمْسَحُ على جَوْرَبَيْن إلا أن يكون الجوربان (١) مُجَلَّدَي القدَمَيْن إلى الكعبَيْن؛ حتّى يَقُوما مَقامَ الخفَّيْن.

(١١٦) وما لَبِسَ مِنْ خُفِّ خَشَبٍ أو ما قام مَقامَه .. أجْزَأه أن يَمْسَحَ عليه.

(١١٧) ولا يَمْسَحُ على جُرْمُوقَيْن.

وقال في القديم: «يَمْسَح عليهما»، قال المزني: قلت أنا (٢): ولا أعْلَمُ بين العلماءِ في ذلك خِلافًا، وقَوْلُه معهم أوْلى به مِنْ انفرادِه عنهم، وزَعَمَ أنّه إنَما أرِيدَ بالمسحِ على الخفَّيْن المِرْفَقُ، فكذلك الجُرْموقان مِرْفَقٌ (٣)، وهو بالخفِّ شَبِيهٌ (٤).

(١١٨) قال الشافعي: وإنْ نَزَعَ خُفَّيْه بعد مَسْحِهما غَسَلَ قَدَمَيْه.

وفي القديم وكتاب ابن أبي ليلى: «يَتَوَضّأ»، قال المزني: قلت أنا (٥):


(١) «يكون الجوربان» كذا في ظ ب س، وفي ز: «يكونا».
(٢) «قلت أنا» من ب وهامش ظ.
(٣) «المرفق» بفتح الميم وكسر الفاء والعكس: ما يُرتَفَق به؛ أي: أريد به الرفق والتيسير. «الزاهر» (١٣٢).
(٤) «الجُرْمُوق» بضم الجيم والميم: خف يلبس فوق الخف لشدة البرد غالبًا.
فإذا لبس جُرْمُوقَينِ فوق الخفين فلا يخلو من أربع أحوال: إحداها - أن يكون الأسفلُ بحيث لا يُمسَح عليه لضعف أو تخرق، والأعلى بحيث يُمسَح عليه .. فالمسح على الأعلى، والأسفل والحالة هذه كالجورب واللِّفافة، والثانية - أن يكون الأمر بالعكس من ذلك .. فيمسح على الأسفل القوي، وما فوقه كخِرْقة تُلَفّ، والثالثة - ألا يكون واحدٌ منهما بحيث يُمسَح عليه .. فلا يخفى تعذر المسح، والرابعة - أن يكون كل واحد منهما بحيث يُمسَح عليه .. فهل يجوز المسح على الأعلى؟ فيه القولان، ثم إن ما نقله المزني عن القديم قاله الشافعي في «الإملاء» أيضًا، والأظهر: عدم المسح، وصحح المزني القديم. انظر: «العزيز» (١/ ٧٣٧) و «الروضة» (١/ ١٢٧).
(٥) «قلت أنا» من ب وهامش ظ س.