للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(١٩٠) فإذا قَعَدَ في الرابعةِ أماط رِجْلَيْه جميعًا (١)، وأخْرَجَهُما عن وَرِكِه اليُمْنَى، وأفْضَى بمَقْعَدِه إلى الأرْضِ، وأضْجَع اليُسْرَى، ونَصَب اليُمْنَى، ووَجَّهَ أصابِعَها إلى القبلةِ، وبَسَط كفَّه اليُسْرَى على فَخِذِه اليُسْرَى، ووَضَعَ كفَّه اليُمْنَى على فَخِذِه اليُمْنَى، وقَبَضَ أصابعَها إلا المسَبِّحَةَ، وأشار بها مُتَشَهِّدًا، ثُمّ يُصَلِّي على النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، ويَذْكُرُ اللهَ ويُمَجِّدُه ويَدْعُوه قَدْرَ أقَلَّ مِنْ التَّشَهُّد (٢) والصلاةِ على النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-.

(١٩١) ويُخَفِّفُ على مَنْ خَلْفَه، ويَفْعَلون مِثْلَ فِعْلِه، إلا أنّه إذا أسَرَّ قَرَأ مَنْ خَلْفَه، وإذا جَهَرَ .. لم يَقْرَأ مَنْ خلْفَه.

قال المزني: قد رَوَى أصْحَابُنا عن الشافعيِّ؛ أنَّه قال: يَقْرَأ مَنْ خَلْفَه وإن جَهَرَ بأمِّ القرآنِ (٣).


(١) «أماط رجليه»: نحّاهما وأخرجهما عن وَرِكِه اليمنى، يقال: «مِطْت أَمِيطُ، وأَمَطْت الشيءَ»: نحَّيته. «الزاهر» (ص: ١٧٦).
(٢) كذا في ظ ز ب، وفي س: «ويدعو أقل من قدر التشهد».
(٣) زاد في ب: «قال [يعني: الحسن بن محمد بن يزيد راوي النسخة]: محمد بن عاصم وإبراهيم يقولان: سمعنا الربيع يقول: قال الشافعي: يقرأ خلف الإمام جهَرَ أو لم يَجهَرْ بأم القرآن، قال محمد: وسمعت الربيع يقول: قال الشافعي: ومَن أحسَنَ أقلَّ مِنْ سبع آيات من القرآن فأمَّ أو صَلّى منفردًا .. ردَّدَ بعضَ الآي حتى يقرأ به سبع آيات، فإن لم يَفعل .. لم أر عليه؛ يعني: إعادة». قال عبدالله: كأنه يريد الكشف عن صاحب الشافعي الذي نقل عنه المزني. وانظر: «الأم» (١/ ٨٩)، وقد قال الرافعي في «العزيز» (٢/ ٣٤٥): «هذا القول يُعرَف بالجديد، ولم يسمعه المزني من الشافعي -رضي الله عنه- فنقله عن بعض أصحابنا عنه، يقال: إنه أراد الربيع، وأما القول الأول فقد نقله سماعًا عن الشافعي»، قلت: ظاهره أن رواية المزني عن الشافعي في هذه المسألة مذهبه القديم، وبه صرح النووي في «المجموع» (٣/ ٣٢١)، وهو مُشكِل؛ لأن المزني لم يسمع عن الشافعي القديم، وعن الشيخ أبي حامد والبَنْدَنِيجي نقله عن القديم والإملاء، قال النووي: «ومعلوم أن «الإملاء» من الجديد»، فيتضح أن نقل المزني أحد قوليه في الجديد الموافق لما في القديم، والله أعلم. وانظر: «الحاوي» (٢/ ١٤١) و «النهاية» (٢/ ١٣٩).