ثم إذا نزل بالمسلمين نازلةٌ وأرادوا أن يقنتوا في الصلوات الخمس ساغ، وإن لم يكن وأرادوا القنوت من غير سبب .. ففيه قولان: قال الشافعي في «الأم»: لا يقنت، وقال في «الإملاء»: إن شاء قنت، وإن شاء لم يقنت، والأول المشهور. انظر: «النهاية» (٢/ ١٨٧) و «العزيز» (٢/ ٣٩٦) و «الروضة» (١/ ٢٥٤). (٢) سُمِّي بـ «التشهد»؛ لقول القائل: «أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله»، وليس ذلك على الاستقبال، ولكن معناه: أنا شاهد. وقوله: «التحيات لله»، «التحية»: المُلْك، و «التحية» كذلك: البقاء الدائم، و «التحية»: السلام؛ أي: السلامة من آفات الدنيا والآخرة؛ كأنه يقول: المُلْك والبقاء والسلامة لله، و «الصلوات»؛ أي: العبادات كلها، و «الطيبات»؛ أي: الطيبات من الكلام الذي هو ثناء على الله والحمد له. وقوله: «السلام عليك أيها النبي»؛ أي: سلم الله عليك، ومن سلَّم الله تعالى عليه فقد سلِم من الآفات كلها، أو السلام اسم من أسماء الله عز وجل، سمي به لسلامته مما يلحق المخلوقين من الفناء وغير ذلك، ومعنى قول القائل: «السلام عليكم»؛ أي: الله القائم على مصلحة أموركم. انظر: «الزاهر» (١٦٧ - ١٦٩) و «الحلية» (٨٠ و ٨١).