للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(٤٧٦) فإذا أدْخَلُوه القبرَ حَلُّوها، وأضْجَعُوه على جَنْبِه الأيمن، ووسَّدُوا رأسَه بلَبِنَةٍ، وأسْنَدُوه لئلا يَسْتَلْقِيَ على ظهرِه، وأدْنَوْه إلى اللحْدِ مِنْ مُقَدَّمِه لئلا يَنْكَبَّ على وجْهِه، وتُنْصَبُ اللَّبِنُ على اللَّحْد، وتُسَدُّ فُرَجُ اللَّبِن، ثم يُهالُ الترابُ عليه، و «الإهالة»: أن يَطْرَح مَنْ على شَفِير القبرِ الترابَ بيديه جميعًا، ثم يُهال بالمَسَاحِي (١).

(٤٧٧) ولا أحِبُّ أن يُزادَ (٢) في القبر أكثَرُ مِنْ تُرابِه؛ لئلّا يَرْتَفِعَ جِدًّا، ويُشْخَصُ عن وَجْهِ الأرْضِ قَدْرَ شِبْرٍ، ويُرَشُّ عليه الماءُ، ويُوضَع عليه الحصباءُ، ويُوضَع عند رأسِه صخرةٌ أو علامة مّا كانتْ.

(٤٧٨) فإذا فَرَغ مِنْ القَبْرِ فقد أكْمَل، ويَنْصَرِف مَنْ شاء، ومَن أراد أن يَنْصَرِف إذا وُورِي فذلك له واسِعٌ.

(٤٧٩) قال: وبلغَنا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه سَطَّح قبرَ ابْنِه إبراهيمَ، ووَضَع عليه حَصْباءَ مِنْ حصباء العَرْصَة (٣)، وأنه -عليه السلام- رَشَّ على قبرِه، ورُوِي عن القاسمِ أنّه قال: «رأيتُ قبرَ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر وعمرَ مُسَطَّحَةً».

(٤٨٠) قال: ولا تُبْنَى القبورُ، ولا تُجَصَّصُ.


(١) قالوا: هذا خطأ؛ لأن العرب تقول: «هلت التراب أهيله هيلا»، ولا تقول: «أهلت التراب إهالة»، وأجيب بما قال أبو منصور الحمشاذي الأديب فيما بلغه عن أبي عبيد القاسم بن سلام أنه قال في: «غريب المصنف» في (باب فعلت وأفعلت): «يقال: هلت التراب، وأهلت»، قال: «وقال الزجاج في (باب فعلت وأفعلت): «يقال: هلت التراب وأهلت». قال البيهقي في «الرد على الانتقاد» (ص: ٤٣): «فهؤلاء مع الشافعي ثلاثة من أئمة اللغة اتفقوا على جواز اللغتين معا، وقرأت في كتاب (الغريبين): (هلته): إذا نثرته وصببته من يدك، و (أهلته): لغة».
(٢) كذا في ظ، وفي ز ب س: «أن يرد»، قال الروياني في «البحر» (٢/ ٥٤٧): «ومعناهما متقارب».
(٣) أما تسطيحه: فتسويته مربعًا مرفوعًا عن وجه الأرض كما يسطَّح السطح المربع، و «الحصباء»: ما صغر من الحصى، و «الريح الحاصب» التي تَرْمِي بالحصباء، و «العَرْصَة»: عَرْصة الوادي، وهي كل جَوْبَة منْفَتِقَة يَجمَع السيلُ فيها الحصى الصغار. «الزاهر» (٢١٤).