للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يَمْنَعَه (١) كَثْرَةُ النساءِ، فيَتَحَرَّكُ حَرَكَةَ مَشْيِه مُتَقارِبًا، ولا أحِبُّ أنْ يَثِبَ مِنْ الأرضِ.

(٨٨٨) وإنْ تَرَكَ الرَّمَلَ في الثّلاثِ لم يَقْضِ في الأربعِ، وإنْ تَرَكَ الاضْطِبَاعَ والرَّمَلَ والاسْتِلامَ .. فقد أساءَ ولا شيءَ عليه.

(٨٨٩) وكُلَّما حاذَى الحَجَرَ الأسْوَدَ كَبَّرَ، وقال في رَمَلِه: «اللَّهُمّ اجْعَلْه حَجًّا مَبْرُورًا، وسَعْيًا مَشْكُورًا» (٢)، ويَقولُ في سَعْيِه (٣): «اللَّهُمّ اغْفِرْ وارْحَمْ واعْفُ عمّا تَعْلَمُ، وأنت الأعَزُّ الأكرمُ، اللَّهُمّ آتِنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرةِ حسنةً، وقِنا عذابَ النارِ»، ويَدْعُو فيما بين ذلك بما أحَبَّ مِنْ دِينٍ ودُنْيا.

(٨٩٠) ولا يُجْزِئ الطوافُ إلا بما تُجْزِئ به الصلاةُ مِنْ الطهارةِ مِنْ الحَدَثِ وغَسْلِ النَّجَسِ، فإنْ أحْدَثَ .. تَوَضَّأ وابْتَدَأ، وإنْ بَنَى على طَوافِه .. أجْزَأه (٤).


(١) كذا في ز ب س، وفي ظ: «إلا يمنعه».
(٢) «حجًّا مبرورًا»؛ أي: حجًّا متقبَّلًا، يقال: «بر الله حجه يَبَرُّه»؛ أي: تقبله، وأصله من «البِرّ»، وهو اسم لجماع الخير، و «بَرَرْت فلانًا أَبَرُّه بِرًّا»: إذا وصلتَه، وكل عمل صالح «بِرٌّ»، و «بَرَّتْ يمينُه تَبَرّ وأبَرَّها الحالفُ»: إذا لم يحنث فيها، و «فلان تَبَرَّرَ بعمله ونذره»؛ أي: طلب الطاعه لله والخير، ونقيضه الفجور، والفاجر: الجائر عن الطريق، و «فجر الرجل»: إذا كذب، وقال شَمِر: «الحج المبرور: الذي لا يخالطه من المآثم شيء، والبيع المبرور: الذي لا شبهة فيه ولا كذب ولا خيانة»، وقوله: «سعيًا مشكورًا»؛ أي: اجعله متقبلًا يزكو لصاحبه ثوابه، وهو معنى المشكور. «الزاهر» (٢٦٨ - ٢٧١).
(٣) أي: مشيه، ومنه قوله تعالى: (فَاسَعَوْا إلى ذِكْرِ اللَّهِ) [الجمعة: ٩]؛ أي: امضوا، ومساعي الرجل: أعماله الصالحة، و «السَّعْيُ» بين الصفا والمروة: شبيه بالعدو والإسراع، يقال: «سعى يسعى سعيًا»: إذا عدا وأسرع. «الزاهر» (ص: ٢٧١).
(٤) هذا الجديد، وهو الأظهر، وقال في القديم: يستأنف إن طال الفصل. انظر: «الحاوي» (٤/ ١٤٨) و «الروضة» (٣/ ٧٩).