للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(٨٩١) وإنْ طافَ فسَلَكَ الحِجْرَ، أو على جِدارِ الحِجْرِ، أو على شاذَرْوانِ الكَعْبةِ .. لم يُعْتَدَّ به في الطوافِ.

قال المزني (١): «الشّاذَرْوانُ» عندي: تأزِيرُ البيتِ (٢) خارجًا عنه، وأحْسَبُه على أساسِ البيتِ؛ لأنّه لو كان مُبايِنًا لأساسِ البيتِ لأجْزَأه الطوافُ عليه.

(٨٩٢) قال الشافعي: وإنْ نَكَسَ الطوافَ .. لم يُجْزِئه بحالٍ.

(٨٩٣) قال: فإذا فَرَغَ صَلّى رَكْعَتَيْن خلف المَقامِ (٣)، يَقْرَأ في الأُولَى بأمِّ القرآن و {قل يا أيها الكافرون}، وفي الأُخْرَى بأمِّ القرآن و {قل هو الله أحد}.

(٨٩٤) ثُمّ يُعَوِّلُ إلى الرُّكْنِ فيَسْتَلِمُه، ثُمّ يَخْرُجُ مِنْ باب الصَّفا، فيَرْقَى عليها، فيُكَبِّرُ ويُهَلِّلُ ويَدْعُو اللهَ فيما بين ذلك بما أحَبَّ مِنْ دِينٍ ودُنْيا، ثُمّ يَنْزِلُ فيَمْشِي، حتّى إذا كان دون المِيلِ الأخْضَرِ المعَلَّقِ في رُكْنِ المسْجِدِ بنَحْوِ سِتَّةِ أذْرُعٍ يَسْعَى سَعْيًا شَدِيدًا، حتّى يُحاذِيَ المِيلَيْن الأخْضَرَيْن اللَّذَيْن بفِناءِ المسجدِ ودارِ العبّاسِ، ثُمّ يَمْشِي حتّى يَرْقَى على المَرْوَةِ، فيَصْنَعُ عليها كما صَنَعَ على الصَّفا، حتّى يُتِمَّ سَبْعًا، يَبْدَأ بالصَّفا ويَخْتِمُ بالمَرْوَةِ (٤).


(١) الفقرة من قول المزني سقطت من ب، ووردت في ز عقب الفقرة التالية، وهي في هذا الموضع من ظ س.
(٢) في ز س: «تأزير بناء البيت»، وسقطت من ظ كلمة «بناء»، ثم إن كلمة «تأزير» تقرأ بالراء المهملة آخره، تشبيهًا له بالإزار للبيت، وعليه الفيومي في «المصباح» (مادة: شذر)، وتقرأ بالزاي المعجمة، ومعناه: التأسيس، وهو الذي مال إليه إمام الحرمين في «النهاية» (٤/ ٢٨١).
(٣) ندبًا على الأظهر، والثاني: وجوبًا. وانظر: «العزيز» (٥/ ٢٩) و «الروضة» (٣/ ٨٢).
(٤) «الصفا» في الأصل: الحجر الصلد الأملس، و «المروة»: الحجارة الرخوة، وفي «المجمل»: هي الحجارة البيض التي تبرق، ومنها المروة بمكة. «الحلية» (ص: ١١٨).