للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الموْقِفُ، وكُلُّ عَرَفَةَ مَوْقِفٌ» (١).

(٩٠٢) وأحِبُّ للحاجِّ تَرْكَ صَوْمِ يومِ عَرَفَةَ؛ لأنّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- لم يَصُمْه، وأرَى أنّه أقْوَى على الدعاءِ، وأفْضَلُ الدُّعاءِ يومُ عَرَفَةَ (٢).

(٩٠٣) فإذا غَرَبَتْ الشَّمسُ دَفَعَ الإمامُ وعليه الوَقارُ والسَّكِينةُ، فإذا (٣) وَجَدَ فُرْجَةً أسْرَعَ، فإذا أتى المزْدَلِفَةَ (٤) جَمَعَ مع الإمامِ المغْرِبَ والعِشاءَ بإقامَتَيْن؛ لأنّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- صَلّاهما بها ولم يُنادِ في واحدةٍ منهما إلّا بإقامةٍ، ولا يُسَبِّحُ بينهما ولا على إثْرِ واحدةٍ منهما.

(٩٠٤) ويَبِيتُ بها، فإن لم يَبِتْ بها فعليه دمُ شاةٍ، وإنْ خَرَج منها بعد نِصْفِ اللّيْلِ فلا فديةَ، قال ابنُ عباس: «كُنْتُ فيمَن قَدَّمَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- مع (٥) ضَعَفَةِ أهْلِه»؛ يعني: مِنْ مُزْدَلِفَةَ إلى مِنًى.


(١) زاد في ب: «قال [يعني: الحسن بن محمد بن يزيد راوي النسخة]: حدثنا إبراهيم، قال: حدثنا الربيع، قال: سمعت الشافعي يقول: عَرَفَةُ: كُلُّ سَهْلٍ وجَبَلٍ أقْبَلَ على الموْقِفِ فيما بين التَّلْعَةِ التي تُفْضِي إلى طريق نَعْمَانَ وإلى حصن وما أقبل من كبكب»، قال عبدالله: وإنما سمي بعرفات؛ لأن جبريل لما أَرَى إبراهيمَ خليل الله المناسكَ وبلغ الشعب الأوسط الذي هو موقف الإمام، قال له: عرفت؟ فقال: نعم، فسمي عرفات، وقال آخرون: إنما سمي «عرفات»؛ لأن آدم وحواء لما أُهْبِطا تعارَفَا بعرفات، وقال آخرون: إنما سمي «عرفات» من قولك: «عرّفت المكان»: إذا طيَّبْتَه، قال الله تعالى في ذكر الجنة: (عرفها لهم) [محمد: ٦] قال قوم: طيَّبَها، فسمي عرفات؛ لأنه أشرف تلك المواقف وأطيبها. «الحلية» (ص: ١١٩).
(٢) سبقت المسألة في «كتاب الصيام» (الفقرة: ٧٨٥).
(٣) كذا في ظ، وفي ز ب س: «فإن».
(٤) سميت «مزدلفة»؛ لأن الحاج إذا دَفَعوا من عرفة نزلوا بها وتَزَلَّفوا؛ أي: تقدموا إليها، يقال: «زَلَفْتُ القومَ أزْلُفُهم زَليفًا»: إذا تقدمتَهم، وقال الله عز وجل: (وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ) [الشعراء: ٦٤]؛ أي: قدمنا وقربنا، و «زُلَفُ الليل»: ساعات أوله، واحدتها: «زُلْفَة»، ويقال للمزدلفة «جمع» أيضًا. «الزاهر» (٢٧٧) و «الحلية» (١١٩).
(٥) كذا في ظ ب، وفي ز س: «من».