(٢) «النَّطْفُ»: القطر، يقال: «نَطَفَ ماء السحاب يَنْطُفُ نَطْفًا»: إذا قطر، وكل قاطر ناطف، و «النُّطْفَة»: الماء القليل، وجمعه: نُطَفٌ، وربما قللت العرب ماء البحر فسمته: نُطْفَةً، قال قائل منهم: «قطعنا إليكم نطفة البحر»، وأما «النَّطَف» بفتح النون والطاء .. فهو أن يُدْبَرَ ظهر البعير حتى يَخلُصَ الدَّبَرُ إلى جوفه، فيقال: «نَطِفَ يَنْطَفُ نَطَفًا»: إذا ذوى جوفه منه، ومنه قيل للرجل الذي لا يعف عن الريبة: نَطِفٌ، وللذي أضمر على سخيمة: نَطِفٌ. «الزاهر» (ص: ٣٥٤). (٣) قالوا: لا تقول العرب: «انحسر الماء عن الشيء»، وإنما تقول: «حسر الماء عنه»، كذلك قال الخليل في «كتاب العين»، أجاب الحمشاذي فقال: كتب إلي أبو العلاء بن كوشاذ الأديب: (يقال في الماء: حسر الماء، وانحسر لغة أخرى أيضا». وقال أبو حامد محمد بن إبراهيم بن موسي المؤدب: «قوله: (ينحسر) يعني: ينكشف». قال البيهقي في «الرد على الانتقاد» (ص: ٦٧): «وذلك بأن تكون الأرض التي تكاراها والماء الصافي قائم عليها عالية يمكن أن تشق حتى ينحسر الماء عنها لا محالة في وقت يمكن فيه الزرع، فيكون الكراء جائرا كما قال الشافعي، وإن كان قد ينحسر ولا ينحسر .. قال الشافعي: كرهت الكراء إلا بعد انحساره».