للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأعمال الجوارح، وأعمال اللسان، والحديث جمع هذه كلها.

فمثَّل لأعمال اللسان بقول: «لا إله إلا الله». ولأعمال القلوب بـ: «الحياء». ولأعمال الجوارح: بـ: «إماطة الأذى عن الطريق».

والحديث كذلك جمع أركان الإيمان الثلاثة المجمع عليها: القول والعمل والاعتقاد (١).

وكتاب "شعب الإيمان" للإمام البيهقي -رحمه الله- يعتبر من الموسوعات العلمية الكبرى التي صنفها الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي -رحمه الله-، وهو عبارة عن شرح لحديث: «الإيمان بضعٌ وسبعون شُعْبة»، وقد حاول -رحمه الله- سرد هذه الشعب وذِكر الأدلة المتعلقة بها، وقد أبدع -رحمه الله- في ذلك غاية الإبداع.

والكتاب على جلالة قدره فيه أحاديث مختلفة المراتب، ففيه الصحيح، والحسن، والضعيف، وشديد الضعف، وفيه بعض الموضوعات وهي قليلة.

هذا وقد قام فضيلة الشيخ المحدِّث أبي حمزة غازي بن سالم أفلح، وفقه الله، بعقد مجالس للمدارسة في هذا الكتاب المبارك بلغت أكثر من مائة مجلس، فُرِّغ منها سبعة وثلاثون مجلسًا، وعمله وفقه الله، في كتاب البيهقي كعمل المزي -رحمه الله- في "الكمال" (٢):

* فقد اختار الشارح من كتاب البيهقي الصحيح وما قاربه،

* ثم زاد عليه زيادات صحيحة من خارج الكتاب، كما زاد البيهقي نفسه على كتاب الحليمي -رحمه الله- المسمى بـ: "المنهاج المصنَّف في شعب الإيمان".

* ثم قام وفقه الله، بشرح المهذب منه شرحًا ميسرًا سهلًا ممتنعًا قريبًا من جميع القرَّاء على اختلاف ثقافاتهم ومستوياتهم وطبقاتهم العلمية،


(١) انظر: «التمهيد» لابن عبد البر (٩/ ٢٣٨)، «الفتاوى» لابن تيمية (٧/ ٣٣٠)، «اجتماع الجيوش الإسلامية» لابن القيم (ص: ٢١٨)، رحمة الله على الجميع
(٢) انظر: مقدمة «تهذيب الكمال» (١/ ٤٣ - ٤٨) لبشار عواد؛ لمعرفة عمل المزي -رحمه الله- في كتاب «الكمال في أسماء الرجال» للحافظ الكبير أبي محمد عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي الجماعيلي -رحمه الله-.

<<  <  ج: ص:  >  >>