للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أسماء الله وصفاته في سورة الفاتحة]

وهذه السورة المباركة التي تُتلى في كل ركعة من ركعات الصلاة اشتملت من أسماء لله وصفاته على: أسمائه {اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (١)} [الفاتحة].

فاسم الجلالة (١): {الله} هو اسم للرب الإله الحق؛ وهو الاسم الذي تتبعه جميع الأسماء الحسنى والصفات العلى؛ وهو الاسم الجامع لمعانيها.

قال ابن كثير -رحمه الله-: وَهُوَ اسْمٌ لَمْ يُسَمَّ بِهِ غَيْرُهُ -تبارك وتعالى- ا. هـ (٢).

وهو اسم عربي، وأصله الإله كما قال سيبويه وغيره، فهو مشتق من (أَلَهَ يَأْلَهُ أُلوهَةً وإِلاهَةً وأُلوهِيةً) بِمَعْنَى: عبدَ عِبَادةً. فَهُوَ إلهٌ؛ بِمَعْنَى مأْلوهٍ؛ أَيْ: مَعْبُودٍ (٣).

وقد روي عن عبد الله بْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- أنه قال: «اللهُ ذُو الإلهيةِ والعُبوديةُ عَلَى خَلْقِهِ أَجْمَعِينَ» (٤). والألوهية التعبد بحب وتعظيم. فاسم الجلالة: {الله} دال على صفةٍ له -تعالى-، وهي الإلهية؛ فهو المستحق لأن يعبد وحده لا شريك له، بما فيه من المعنى الموضوع له وهو عَلَمِيتَّه على ذي الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين …

واسمه {الرَّحْمَنِ}؛ هو وصف له تعالى بأنه اتصف بغاية الرحمة ومنتهاها. ومَنْ هذا وصفه وهذا رحمته فقصْدُ غيره وعبادةُ سواه ورجاؤه من أضل الضلال وأبطل الباطل وأسفه السفه، …

واسمه {الرَّحِيمِ}؛ معناه: الذي أوصل ويوصل إلى عباده غاية الرحمة ومنتهاها، وكل ما في الموجودات من أنواع النعم والهداية والخيرات فمن رحمته وفضله وإحسانه. فمن هذا فعله بعبيده، وهذه رحمته لهم هو الذي يستحق ويجب أن يعبد ويقصد ويرجى ويناب إليه، والعدول إلى غيره ضلال بعيد، وجهل عظيم، وشرك وخيم.


(١) ربما قال بعضنا (لفظ الجلالة) واستعمال (اسم الجلالة) أفضل فتأمل؟.
(٢) تفسير ابن كثير ت سلامة (١/ ١٢٣).
(٣) انظر: تفسير ابن كثير ت سلامة (١/ ١٢٣) وبدائع الفوائد ط عالم الفوائد (١/ ٣٩)
(٤) تفسير ابن جرير (١/ ٥٤/ ١٤١، ١٤٨) وسنده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>