للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[لكل غادر لواء]

وجاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه أخبر أيضًا بأن الإنسان الذي يأتي يوم القيامة قد غدر يكون له لواء يشاهده كلُّ أحد في ذلك اليوم، فيكون له علامة مميزة.

قال -صلى الله عليه وسلم-: «إِذَا جَمَعَ اللَّهُ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرْفَعُ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ، فَقِيلَ: هَذِهِ غَدْرَةُ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ» متفق عليه (١).

وقال -صلى الله عليه وسلم-: «لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُعْرَفُ بِهِ» متفق عليه (٢).

وقال -صلى الله عليه وسلم-: «لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ عِنْدَ اسْتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» رواه مسلم (٣)

فتأمل حينما يؤتى بالغادر يوم القيامة في العرصات، وأمام الخلائق، ليس هذا فحسب بل ويوضع له لواء يشاهد عن بُعْدٍ: هذه غدرة فلان بن فلان.

والغادر: هو الذي يواعِدُ على أمر ولا يفي به. واللواء المقصود به: الراية العظيمة، فتُرفَع للغادر رايةٌ يسجَّل عليها، ويُفضَح يوم القيامة.

ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يُرْفَعُ لَهُ بِقَدْرِ غَدْرِهِ، أَلَا وَلَا غَادِرَ أَعْظَمُ غَدْرًا مِنْ أَمِيرِ عَامَّةٍ» (٤). يعني: الحاكم إذا غدر؛ لأنَّ ضرره يتعدَّى إلى خلق كثير.

الغالُّ يوم القيامة:

ومن أصحاب العقوبات يوم القيامة صاحبُ الغُلول، وهو الذي يأخذ من الغنيمة

على وجه الخفية، وهو ذنب يخفي تحته شيئًا من الطمع والأثرة. قال الله سبحانه في عقوبته: {وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران: ١٦١].

ومن ذلك: التلاعب بالأموال العامة من الموظفين والحُكَّام والعُمَّال والولاة والمسؤولين عنها. فهؤلاء بيَّن النبي -صلى الله عليه وسلم- عقوبتهم، فقد روى أبو هريرة -رضي الله عنه- أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم-


(١) أخرجه البخاري (٦١٧٧)، ومسلم (١٧٣٥) واللفظ له من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما-.
(٢) أخرجه البخاري (٣١٨٦)، ومسلم (١٧٣٧) واللفظ له من حديث عبد الله بن مسعود وأنس -رضي الله عنهما-.
(٣) أخرجه مسلم (١٧٣٨) من حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-.
(٤) المرجع السابق، وهو من روايات حديث أبي سعيد -رضي الله عنه-.

<<  <  ج: ص:  >  >>