للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أبواب جهنم مغلقة]

ويقول الله -جل وعلا-: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (١٩) عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ (٢٠)} [البلد] أي: مغلقة الأبواب. قال ابن رجب -رحمه الله-: وهذا الإطباق نوعان: أحدهما: خاص لمن يدخل في النار، أو من يريد الله التضييق عليه، أجارنا الله من ذلك … والثاني: الإطباق العام، وهو إطباق النار على أهلها المخلدين فيها ا. هـ (١)

وروى ابن أبي شيبة عَنْ أَبِي الزَّعْرَاءِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مَسْعُودٍ -رضي الله عنه-، أَنَّهُ قَالَ: -في حديث طويل- «أهل النار إذا قالوا: {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (١٠٧)} [المؤمنون] قَالَ: فَيَقُولُ عِنْدَ ذَلِكَ: {قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ (١٠٨)} [المؤمنون]، قَالَ «فَإِذَا قَالَ ذَلِكَ أُطْبِقَتْ عَلَيْهِمْ فَلَا يَخْرُجُ مِنْهُمْ بَشَرٌ» (٢)

[سرادق جهنم]

قال الله تعالى: {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (٢٩)} [الكهف]

قال الحافظ ابن رجب -رحمه الله-: قال الزجاج: السرادق: كل ما أحاط بشيء … وإحاطة السرادق بهم قريب من المعنى المذكور في غلق الأبواب، وهو شبه قول من قال: إنه حائط لا باب له. ولما كان إحاطة السرادق بهم موجباً لهمهم وغمهم، وكربهم وعطشهم، لشدة وهج النار عليهم، قال الله تعالى: {وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (٢٩)} [الكهف] وقال تعالى: {وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (٢١) كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (٢٢)} [الحج] ا. هـ (٣)


(١) التخويف من النار والتعريف بحال دار البوار (ص ٨٤)
(٢) المصنف (٧/ ٥١٢) ورواه حنبل بن إسحاق في الفتن (٤٤) وابن أبي حاتم -كما في «تفسير ابن كثير» (٥/ ٤٩٩) -، والطبراني في الكبير (٩/ ٣٥٤) رقم (٩٧٦١) والحاكم في المستدرك (٣٨٧٤، ٨٥١٩) وعنه البيهقي في البعث (٥٩٨) -وصححه الحاكم على شرط الشيخين وفيه نظر: فإن أبا الزعراء واسمه عبد الله بن هاني لم يخرجا له، وقد وثقه ابن سعد وابن حبان والعجلي ولم يرو عنه غير ابن أخته سلمة بن كهيل.
(٣) التخويف من النار والتعريف بحال دار البوار (ص: ٨٧)

<<  <  ج: ص:  >  >>