للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقالوا: {وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ} [هود: ٥٣] (١).

ما أيَّد الله به صالحًا -عليها السلام-:

وذكر الله -جل وعلا- في كتابه الكريم آية نبي الله صالح: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ (٤٥)} [النمل] أيَّده الله -جل وعلا- بالناقة التي هي آية عظيمة قال الله سبحانه: {قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (١٥٥)} [الشعراء] وقال سبحانه: {قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ} [الأعراف: ٧٣]. فهي آية واضحة بيِّنة لا خفاء فيها؛ ولذا سمَّاها -جل وعلا- مبصرة {وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً} [الإسراء: ٥٩] وذكر المفسرون أنَّ ثمود اجتمعوا يومًا في ناديهم، فجاءهم رسول الله صالح -عليها السلام-، فدعاهم إلى الله، وذكَّرهم، وحذَّرهم، ووعظهم، وأمرهم، فقالوا له: إن أنت أخرجت لنا من هذه الصخرة ناقة-وأشاروا إلى صخرة هناك-من صفتها كيت وكيت-وذكروا أوصافًا سمَّوها ونعتوها وتعنتوا فيها-قالوا: وأن تكون عُشَرَاء (يعني حاملًا) طويلةً من صفتها كذا وكذا، فأجابهم الله إلى هذه الناقة، فلمَّا كفروا جاءهم العذاب، -نسأل الله العفو والعافية-.

ما أيَّد الله به إبراهيم -عليها السلام-:

كذلك أيَّد الله-سبحانه-نبيه وخليله إبراهيم -عليها السلام- بالمعجزة الكبيرة بأن جعل عليه النار بردًا وسلامًا، كما قال سبحانه: {قُلْنَا يَانَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (٦٩)} [الأنبياء] هذه آية عظيمة؛ فبعد أن أُوقِدت له النيران، وأُلقِي فيها جعلها الله -جل وعلا- عليه بردًا وسلامًا. وكذلك من الآيات التي أجراها الله على يده إحياءُ الموتى كما قصَّ في كتابه: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٢٦٠)} [البقرة] أمره الله بذبح


(١) التحرير والتنوير (١٢/ ٩٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>