للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقول علامة القصيم في زمانه الشيخ عبد الرحمن السعدي -رحمه الله-: "والرب: هو المربي جميعَ عبادِه بالتدبير وأصناف النِّعَم، وأخصُّ من هذا تربيتُه لأصفيائه بإصلاح قلوبهم وأرواحهم وأخلاقهم" (١).

[أقسام الربوبية]

ولهذا يقول العلماء: الربوبية تنقسم إلى قسمين:

ربوبية عامة: وهي ربوبية الله -جل وعلا- لجميع خلقه، فهو ربُّ الخلائق أجمعين، ربُّ العالمين بما خلقهم ويرزقهم-سبحانه-ويدبر أمورهم.

وهناك ربوبية خاصة وهي لأوليائه، يصطفي فيها من يشاء -سبحانه وتعالى- فيخصهم بالحفظ والرعاية والتأييد، ويكلؤهم بحفظه -سبحانه وتعالى-.

والإله هو المعبود بحق، ولا يكون إلهًا حتى يكون متَّصِفًا بهذه الصفات التي بيَّنها العلماء -رحمهم الله-.

[من معاني توحيد الربوبية]

ويُعبِّر العلماء -رحمهم الله- أيضًا عن توحيد الربوبية بأنه إفراد الله في أفعاله، وأفعالُه منها هذه الأشياء التي ذكرناها كالإحياء والإماتة والملك والتدبير والنفع والضر، وعلم الغيب، فهذه كلُّها من أفعال الله سبحانه. ومعنى إفراد الله في أفعاله: أن تؤمن بأن الله هو الخالق، وأن الله هو الرازق، وهو المحيي وهو المميت، وهو المعطي المانع، وهو النافع الضار، وهو الذي بيده الأمر -سبحانه وتعالى-؛ تؤمن بذلك كله.

[إقرار المشركين بالربوبية لله]

وقد نبَّهْنا في الدرس الماضي أن العلماء -رحمهم الله- يقولون: إنَّ الخلائق جمعيًا أثبتَتْ هذا لله -سبحانه وتعالى- والأدلة من القرآن كثيرة على ذلك مثل الآيات في سورة المؤمنون، إذ يقول ربنا -سبحانه وتعالى-: {قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٨٤) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (٨٥) قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (٨٦) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (٨٧) قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ


(١) تيسير الكريم الرحمن (٣٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>