للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المثال الرابع]

قال البيهقي: "وبما أخبر به عن عصا موسى -عليها السلام- وقَلْبِه إيَّاها حيةً ثم إعادتها خشبةً ثم جعلها عند محاجة السحرة حيَّةً ثم إعادتِها خشبةً، وقد اشتركت عامةُ أهلِ الملل في نقله" (١). إذًا هذا أيضًا من الأمور التي تدل على تحقق البعث والجزاء والنشور.

[المثال الخامس]

قال البيهقي: "وبما أخبر به من شأن أصحاب الكهف الذين ضرب على آذانهم زيادةً على ثلاثمائة سنة ثم أحياهم؛ ليدل قومهم عندما أعثرهم عليهم على أنَّ ما أنذروا به من البعث بعد الموت حقٌّ لا ريب فيه" (٢).

[المثال السادس]

ومن ذلك ما جعله الله تعالى من آيات عيسى ابن مريم -عليهما السلام- من إحياء الموتى وإخراجهم من قبورهم بإذن الله تعالى، حيث كان يصنع من الطين كهيئة الطير ثم ينفخ فيه فيكون طيرًا بإذن الله، وكان يُحيِي الموتى بإذن الله كما أخبر الله عنه في كتابه الكريم.

[المثال السابع]

وفي سورة البقرة ذكر لنا ربنا أيضًا قصة قتيل بني إسرائيل وقصة ذبح البقرة، وأن الله قال: {فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (٧٣)} [البقرة]. وذلك أنه لما قَتَلَ بنو إسرائيل قتيلًا، واتَّهم كُلُّ قبيلٍ القبيلَ الآخر بقتله أَمَرَهُمْ نبيُّهم موسى -عليها السلام- أن يذبحوا بقرة ثم قال: {فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا} يعني: خذوا بعضًا من هذه البقرة واضربوا به الميت فإنَّ الله سبحانه سيُحْيِيه، فكان كما أخبرهم نبيُّهم موسى -عليها السلام- فقام، وشاهده الناس.


(١) شعب الإيمان (١/ ٤١٠).
(٢) المرجع السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>