للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالبعث الأول مُفَارقَة الرّوح للبدن ومصيرها إِلَى دَار الْجَزَاء الأول؛ والبعث الثاني: يَوْم يرد الله الْأَرْوَاح إِلَى أجسادها ويبعثها من قبورها إِلَى الْجنَّة أَوْ النَّار وَهُوَ الْحَشْر الثاني وَلِهَذَا فِي الحَدِيث الصَّحِيح وتؤمن بِالْبَعْثِ الآخر فَإِنْ الْبَعْث الأول لَا يُنكره أحد وَإِنْ أنكر كثير من النَّاس الْجَزَاء فِيهِ وَالنَّعِيم وَالْعَذَاب وَقد ذكر الله هَاتين القيامتين وهما الصُّغْرَى والكبرى فِي سُورَة الْمُؤمنِينَ وَسورَة الْوَاقِعَة وَسورَة الْقِيَامَة وَسورَة المطففين وَسورَة الْفجْر وَغَيرهَا من السُّور … إلخ (١).

وتقدم ذكر هذه المسألة تحت مبحث: "من مات قامت قيامته (٢) "

[تعريف البرزخ]

والبرزخ في كلام العرب معناه الحاجز بين الشيئين.

قال الله -تبارك وتعالى-: {وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا (٥٣)} [الفرقان: ٥٣]. فقوله: {بَرْزَخًا} أي: حاجزًا.

والبرزخُ في الشرع: الدارُ التي تعقب الموت إلى البعث منذ أن يموت الإنسان وإلى أن يبعثه الله فإنه يعيش في عالم البرزخ ما بين الموت والبعث.

[الدور ثلاثة]

ولهذا يقول العلماء: الدور ثلاثة:

• دار الدنيا،

• ودار البرزخ،

• والدار الآخرة.

ودار البرزخ هي دار بين الموت والبعث، يموت الإنسان فينتقل إلى قبره، فيعيش حياة برزخية اللهُ أعلم بها.

قال الله تعالى: {وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (١٠٠)} [المؤمنون].


(١) الروح (ص: ٧٤).
(٢) انظر: المجلس (٢١: ص ١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>