للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المجلس الثامن (١)

الإيمان بألوهية الله:

لا يتم إيمان امرئ مسلم حتى يوحد الله في ألوهيته. والإيمان بألوهية الله: هو أن يؤمن الإنسان بأن الله هو الإله الحق لا يشاركه سبحانه أحد في ذلك لا مَلَكٌ مقرب ولا نبي مرسل، وهذا هو معنى قول: "لا إله إلا الله"؛

فشهادة التوحيد تلك الشهادة العظيمة التي لا يدخل أحد في الإسلام إلا بها تتضمن معنى توحيد الألوهية، فيؤمن الإنسان بأن الله هو الإله الحق، وأنَّ ما عُبِدَ من دونه إنما يُعبَد بباطل {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (٦٢)} [الحج]

إذا قلت: "أشهد أن لا إله إلا الله" فأنت تُقِرُّ بأنه لا معبود بحق إلا الله وما تقدَّمَ من توحيد الربوبية والإيمان بوجود الله. وكلُّ ذلك إذا استقر عند امرئ فإنه يستلزم منه أن يُوحِّد الله في العبادة، ويفرده -جل وعلا-.

يقول ابن القيم -رحمه الله-: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له":

• كلمةٌ قامت بها الأرض والسماوات،

• وخُلِقت لأجلها جميع المخلوقات،

• وبها أرسل الله-تعالى-رسله، وأنزل كتبه، وشرع شرائعه،

• ولأجلها نُصِبت الموازين، ووُضِعت الدواوين، وقام سوق الجنة والنار،

• وبها انقسمت الخليقة إلى المؤمنين والكفار، والأبرار والفجار،

• فهي منشأ الخلق والأمر والثواب والعقاب،

• وهي الحق الذي خُلِقت له الخليقة،

• وعنها وعن حقوقها السؤال والحساب، وعليها يقع الثواب والعقاب،


(١) كان في يوم الخميس الثلاثين من شهر شعبان ١٤٤١ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>