للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

F e

المجلس الخامس والعشرون (١)

الشعبة السابعة من شعب الإيمان: الإيمان بالبعث والنشور

الشعبة السابعة من شعب الإيمان شعبة متعلقة بركن الإيمان باليوم الآخر، وهي الإيمان بالبعث والنشور بعد الموت. فهي جزء من الإيمان باليوم الآخر الذي هو ركن من أركان الإيمان الستة؛ فلا يصح إيمانٌ إلا بها.

[حكم منكر البعث والنشور]

ومنكرُهُ كافرٌ، والأدلة في ذلك كثيرة جدًّا كما سيأتي معنا، ومنها:

قول الله: {وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (٥)} [الرعد: ٥].

يقول الحافظ ابن عبد البر -رحمه الله-: "أجمع المسلمون على أن من أنكر البعث فلا إيمان له ولا شهادة" (٢).

[تعريف الإيمان البعث والنشور]

يقول البيهقي -رحمه الله-: "والإيمان بالبعث هو: أن يؤمن بأن الله تعالى يعيد الرُّفات من أبدان الأموات، ويجمع ما تفرق منها في البحار وبطون السباع وغيرها حتى تصير بهيئتها الأولى، ثم يجمعها حية، فيقوم الناس كلهم بأمر الله تعالى أحياءً صغيرُهم وكبيرُهم حتى السقط الذي قد تم خلقه ونفخ فيه الروح، فأما الذي لم يتم خلقه أو لم ينفخ فيه الروح أصلًا فهو وسائر الأموات بمنزلة واحدة والله تعالى أعلم" (٣).

ويقول ابن كثير -رحمه الله-: "البعث وهو: المعاد وقيام الأرواح والأجساد يوم القيامة" (٤)


(١) كان في يوم الاثنين الخامس والعشرين من شهر رمضان ١٤٤١ هـ.
(٢) التمهيد (٩/ ١١٦).
(٣) شعب الإيمان (١/ ٤١٠).
(٤) تفسير ابن كثير (٥/ ٣٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>