للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تشييع الملائكة جنازة المؤمن]

روى مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رضي الله عنه- قَالَ: لَمَّا حُمِلَتْ جَنَازَةُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ -رضي الله عنه- قَالَ المُنَافِقُونَ: مَا أَخَفَّ جَنَازَتَهُ، وَذَلِكَ لِحُكْمِهِ فِي بَنِي قُرَيْظَةَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: «لَا، وَلَكِنَّ الْمَلَائِكَةَ كَانَتْ تَحْمِلُهُ» (١)


(١) جامع معمر بن راشد (١١/ ٢٣٥) رقم (٢٠٤١٤) وعنه الإمام عبد الرزاق وعنه رواه عبد بن حميد في المنتخب (١١٩٢) -وعنه الترمذي (٣٨٤٩) -، والبزار في مسنده (٧٢٥٣) قال حدثنا زهير بن محمد، وأبو يعلى في المسند (٣٠٣٤) قال حدثنا محمد بن مهدي، والطبراني في المعجم الكبير (٦/ ١٢) رقم (٥٣٤٥) قال حدثنا إسحاق الدبري والحاكم (٤٩٢٦) من طريق محمد بن يحيى وهو الذهلي؛ كلهم (عبد بن حميد وزهير ومحمد بن مهدي والذهلي) عن عبد الرزاق أخبرنا معمر به. وخالفهم أحمد بن منصور الرمادي فرواه عن عبد الرزاق عن معمر عن قتادة مرسلا -لم يذكر عن أنس-، رواه البغوي في شرح السنة (١٤/ ١٨٢) ورواية الجماعة عن عبد الرزاق أصح. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب ا. هـ وقال البزار: ولا نعلم رواه عن قتادة، عن أنس إلا معمر ا. هـ وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ا. هـ وفيه نظر: فإن رواية معمر عن قتادة ضعيفة، قال ابن أبى خيثمة -كما في التاريخ الكبير (١/ ٣٢٥) -: سمعت يحيى بن معين يقول: إذا حدثك مَعْمَر عَنِ العراقيين فخَفْه (أو فخالفه)؛ إِلا عَنِ الزُّهْرِيّ، وابن طاووس؛ فإن حديثه عنهما مستقيم، فأما أهل الكوفة والبصرة فلا، وما عمل في حديث الأعمش شيئا ا. هـ وقال الحافظ في مقدمة الفتح: لم يخرج يعني البخاري من روايته عن قتادة ولا ثابت البناني إلا تعليقا. ا. هـ وقال الدارقطني في العلل: سيئ الحفظ لحديث قتادة ا. هـ وقال يحيى بن معين: قال معمر: جلست إلى قتادة وأنا صغير فلم أحفظ عنه الأسانيد -كما في [شرح علل الترمذي (٣٨٤) -. وقد توبع معمر، رواه ابن حبان (٧٠٣٢) أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا محمد بن عبد الرحمن العلاف، حدثنا محمد بن سواء، حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال وجنازة سعد موضوعة: «اهتز لها عرش الرحمن» فطفق المنافقون في جنازته وقالوا: ما أخفها، فبلغ ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: «إنما كانت تحمله الملائكة معهم» ورواه الحافظ الضياء المقدسي في الأحاديث المختارة (٧/ ٣٠) بسند صحيح عن أبي لبيد محمد بن إدريس -وهو ثقة- عن محمد بن ثعلبة بن سواء عن عمه محمد بن سواء به لكن قال (عن سعيد) بدل (عن شعبة)، وقال: أخرجه ابن حبان في كتابه، … عن شعبة، عن قتادة، والله أعلم بالصواب هل هو عن سعيد أو شعبة ا. هـ قلت: والراجح رواية (سعيد) كما بينه العلامة الألباني في السلسلة الصحيحة (٧/ ١٠٥٢) فالحديث رواه ابن أبي عاصم في السنة (٥٦١) ثنا محمد بن عبد الرحمن العلاف، ثنا محمد بن سواء والطبراني في المعجم الكبير (٦/ ١٢) رقم (٥٣٤٢) قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، وعبدان بن أحمد، قالا: ثنا محمد بن ثعلبة بن سواء، ثنا عمي محمد بن سواء عن سعيد به. مقتصرا على جملة اهتزاز العرش. وليس فيه جملة حمل الملائكة له. وتابعه عبد الوهاب بن عطاء فرواه عن سعيد كذلك. رواه الإمام مسلم (٢٤٦٧) وأحمد (١٣٤٥٤) والبيهقي في الأسماء والصفات (٨٤٤) فذكر جملة اهتزاز العرش. والحديث صححه الألباني كما تقدم وقال شيخنا الوادعي في الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين (٢١٤): هو حسن لغيره ا. هـ وهو كما قال فباجتماع رواية معمر، مع رواية ابن سواء -عند ابن حبان- يكون الحديث حسنا لغيره والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>