للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[من آثار الإيمان بالكتب المنزلة]

قال العلماء من آثار الإيمان بالكتب المنزلة:

• العلم برحمة الله -تبارك وتعالى-، فإذا تأملت فيما أمرك الله -جل وعلا- به من الإيمان بالكتب فإنك تستيقن أن الله رحيم بالناس، ومن رحمته أن أرسل الرسل، وأنزل عليهم الكتب المبينة والموضحة، فهذه رحمة من الله ولطف بعباده حيث أنزل للناس كتبًا تهديهم إلى صراطه المستقيم، وتُبيِّن لهم سبيله القويم، وترشدهم إلى ما يحبه ويرضاه وما يبغضه ولا يرضاه، فالعقل لا يمكن أن يستقل بمعرفة ذلك كله.

• ثم من آثار ذلك أيضًا: ظهورُ حكمة الله-تعالى-في شرعه: حيث شرع في هذه الكتب لكل أمة ما يناسب حالها. فديانة الأنبياء أصلها واحد، وهو التوحيد وعبادة الله وحده لا شريك له لكن شرائعها تختلف بما يناسب كل حال.

فإن موسى -عليها السلام- لما جاء بالتوراة جاء فيها بشريعة لقومه تناسب حالهم وتناسب ما هم عليه. ثم بعث الله -جل وعلا- عيسى -عليها السلام- فكان مما قال لقومه: {وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ} [آل عمران: ٥٠] فجاء في الإنجيل بأمر فيه تيسيرٌ لقومه الذين بعثه الله -جل وعلا- إليهم. ثم جاءت شريعة محمد -صلى الله عليه وسلم-، وهي شريعة فيها اليسر والرحمة بالناس أجمعين. يقول الله -جل وعلا- في ذكر بعثة نبينا -صلى الله عليه وسلم-: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ} [الأعراف: ١٥٧]. فجاءت هذه الشريعة وفيها التيسير.

[القرآن صالح لكل زمان ومكان]

ففي كل كتاب وفي كل شريعة من الأحكام ما يتناسب مع ذلك الزمان وذلك الحال. ثم جاء القرآن الخاتم مناسبًا لجميع بني الإنسان في مختلف العصور والأزمان، فهذه الشريعة المطهرة شريعة محمد -صلى الله عليه وسلم- صالحةٌ لكل زمان ومكان، ومن يَقُلْ غير ذلك فإنه لا يعرف الإسلام الحق ولا يعرف روح هذه الشريعة المباركة.

• كذلك من ثمرات الإيمان بهذه الكتب: إثباتُ صفة الكلام لله تعالى: وأنه -جل وعلا-

<<  <  ج: ص:  >  >>