للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[القصص]. ويقول سبحانه: {فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (٦) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (٧) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (٨) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (٩) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (١٠) نَارٌ حَامِيَةٌ (١١)} [القارعة] وقال -جل وعلا- في سورة المؤمنون: {تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ (١٠٤) أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ (١٠٥)}. فيقيم الله -عز وجل- عليهم الحُجَّة، ويُظهِر يوم القيامة عدلَه، « … وَلَيْسَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ الْعُذْرُ مِنَ اللهِ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَنْزَلَ الْكِتَابَ وَأَرْسَلَ الرُّسُلَ» (١) وقال: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ (٤٧)} [الأنبياء]

والأمر كما ذكر الله -جل وعلا- وذكرناه آنفًا- {وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (٤٩)} [الكهف].

[حسنات الكفار في الدنيا]

فإن قال قائل: فما هو حال حسنات الكفار التي كانوا يعملونها في الدنيا؟ هل يُجازَون عليها؟ نقول: أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أنَّ هؤلاء الكفار الذين ماتوا على كفرهم إذا عملوا خيرًا في الدنيا فإنَّ الله يُطعِمُهم به طعمة في الدنيا.

يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مُؤْمِنًا حَسَنَةً يُعْطَى بِهَا في الدُّنْيَا وَيُجْزَى بِهَا في الآخِرَةِ، وَأَمَّا الْكَافِرُ فَيُطْعَمُ بِحَسَنَاتِ مَا عَمِلَ بِهَا لِلَّهِ في الدُّنْيَا حَتَّى إِذَا أَفْضَى إِلَى الآخِرَةِ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَةٌ يُجْزَى بِهَا» (٢).

ويقول الله -جل وعلا-: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا (٢٣)} [الفرقان]

[السؤال والحساب في موطن وتركه في موطن آخر]

وقد استشكل بعضُ الناس قولَ الله في حق الكفار:


(١) جزء من حديث رواه البخاري (٧٤١٦) ومسلم (١٤٩٩) من حديث المغيرة. ورواه مسلم (٢٧٦٠) من حديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-.
(٢) أخرجه مسلم (٢٨٠٨) من حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه-.

<<  <  ج: ص:  >  >>