للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الإيمان بالملائكة من الإيمان بالغيب]

والإيمان بالملائكة من الغيب الذي أمرنا الله أن نؤمن به؛ لأن الملائكة من العوالم الغائبة عنَّا التي لا نعرفها إلا بأدلة من الكتاب والسنة؛ ولذلك فلا دخل للقصص الإسرائيلية ولا لفلسفة المتفلسفين في إثبات أشياء من هذا الباب؛ لأنه عالم غيبي لا ندرك منه إلا ما جاءنا فيه الوحي من كتاب الله ومن سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

[الإيمان بالملائكة من أسباب زيادة الإيمان]

وهو باب عظيم وممتع، يقرؤه المسلم فيزداد به إيمانُه. فمن أسباب زيادة الإيمان القراءةُ في هذه الشعب العظيمة: الإيمان بالله، والإيمان برسله، والإيمان بكتبه وغيرها من أركان الإيمان. يقول ربُّنا -جل وعلا-: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ} [البقرة: ١٧٧]. وقال ربنا -جل وعلا- مادحًا نبيَّه والمؤمنين معه الذين اتبعوه بإيمانهم: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ} [البقرة: ٢٨٥].

ويقول ربنا -جل وعلا-: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا (١٣٦)} [النساء: ١٣٦].

ويقول ربنا سبحانه: {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (٩٨)} [البقرة: ٩٨]. فتبيَّن بهذا أن الإيمان بالملائكة ركنٌ عظيمٌ من أركان الإيمان، لا يتم إيمان المؤمن إلا به.

[الإيمان بالملائكة يتضمن أربعة أمور]

يقول العلماء: يتضمن الإيمانُ بالملائكة الإيمانَ بأمور أربعة.

وقد ذكرها الحافظ أبو عبد الله الحسين الحليمي -رحمه الله- في كتابه المنهاج في شعب الإيمان، وذكرها أيضًا الشيخ العلامة ابن عثيمين -رحمه الله- (١).

فأما الأمر الأول: فهو الإيمان بوجودهم تفصيلًا وإجمالًا: فمن وَرَدَ تعيينُه باسمٍ


(١) انظر المنهاج في شعب الإيمان (١/ ٣٠٢)، ومجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين (٥/ ١١٦ - ١١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>