للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[هل لكل نبي حوض؟]

اختلف العلماء هل لكل نبي حوضٌ خاصٌّ به أم أن الحوضَ خاصٌ برسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟

وردت في ذلك أحاديث يُحسِّنُها بعضُ العلماء منها:

حديث الحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوْضًا وَإِنَّهُمْ يَتَبَاهَوْنَ أَيُّهُمْ أَكْثَرُ وَارِدَةً، وَإِنِّي أَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ وَارِدَةً» رواه الترمذي وقال «هذا حديث غريب» وقد روى الأشعث بن عبد الملك، هذا الحديث عن الحسن، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلا ولم يذكر فيه عن سمرة وهو أصح. (١)

وَعَنْ خُبَيْبِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ يَتَبَاهَوْنَ أَيُّهُمْ أَكْثَرُ أَصْحَابًا مِنْ أُمَّتِهِ، فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ يَوْمَئِذٍ أَكْثَرَهُمْ كُلِّهِمْ وَارِدَةً، فَإِنَّهُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ قَائِمٌ عَلَى حَوْضٍ مَلْآنَ، مَعَهُ عَصًا، يَدْعُو مَنْ عَرَفَ مِنْ أُمَّتِهِ، وَلِكُلِّ أُمَّةٍ سِيمَاءٌ يَعْرِفُهُمْ بِهَا نَبِيُّهُمْ» (٢).

وَعَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ -رضي الله عنه-، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «إِنَّ لِي حَوْضًا طُولُهُ مَا بَيْنَ الْكَعْبَةِ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ أَشَدَّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، آنِيَتُهُ عَدَدُ النُّجُومِ، فَكُلُّ نَبِيٍّ يَدْعُو أُمَّتَهُ، وَلِكُلِّ نَبِيٍّ حَوْضٌ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَأْتِيهِ الْفِئَامُ مِنَ النَّاسِ، وَمِنْهُمْ مَنْ تَأْتِيهِ الْعُصَبُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَأْتِيهِ النَّفَرُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَأْتِيهِ الرَّجُلَانِ وَالرَّجُلُ، وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يَأْتِيهِ أَحَدٌ، فَيُقَالُ: قَدْ بَلَّغْتَ، وَإِنِّي أَكْثَرُ الْأَنْبِيَاءِ تَبَعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ» (٣)

وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما-، قَالَ: «سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنِ الْوُقُوفِ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّ الْعَالَمِينَ


(١) أخرجه الترمذي (٢٤٤٣). والمرسل رواه نعيم بن حماد كما في زياداته على الزهد لابن المبارك (٢/ ١٢١) وأبو عمر السلمي في جزئه (١٠٣٧) من طريقين عن هشام بن حسان، عن الحسن به ورواه ابن أبي الدنيا كما في البداية والنهاية لابن كثير ط هجر (١٩/ ٤٦٩) عن حزم بن أبي حزم عن الحسن به
(٢) أخرجه الطبراني في الكبير (٧/ ٢٥٩) رقم (٧٠٥٣)
(٣) رواه هشام بن عمار في حديثه (٥٩) وابن أبي الدنيا -كما في البداية والنهاية ط هجر (١٩/ ٤٥٩) - واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (٢١١٧) وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (١/ ١٤٥) وأوله عند ابن ماجه في سننه (٤٣٠١) وليس فيه موضع الشاهد.

<<  <  ج: ص:  >  >>