للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولاحظوا أن الآيات تأتي معقَّبة بالفاء قال: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ} أي: جاءت الإجابة سريعة. إذًا هذا دليل حسي على وجود الله -سبحانه وتعالى-.

[دلالة الفطرة]

وهناك أيضًا دليل الفطرة؛ فالإنسان بطبيعته إذا أصابه الضر قال: يا الله.

قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: "حُدِّثنا أن بعض الكفار الموجودين الملحدين إذا أصابه الشيء المهلك بغتة يقول على فلتات لسانه: "يا الله" من غير أن يشعر؛ لأنَّ فطرة الإنسان تدله على وجود الرب -جل وعلا- " (١).

ويقول -سبحانه وتعالى-: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} [الأعراف: ١٧٢]. وهذا أَخْذُ ربنا -سبحانه وتعالى- للميثاق على الكفار وعلى جميع نسمات بني آدم أنَّ الله -سبحانه وتعالى- هو الخالق وأنه -سبحانه- هو الإله المعبود بحق.

[دلالة الشرع]

ثم هناك الأدلة الشرعية، وهي كثيرة جدًّا في كتاب الله -سبحانه وتعالى-.

إذًا هناك أدلة كثيرة يمكن للمسلم من خلالها أن يزداد إيمانًا، ويزداد يقينًا بمعرفة ربه -سبحانه وتعالى-.

وأعود فأقول: تأملوا كتاب الله، وتدبروا القرآن، قِفُوا عند الآيات، واقرؤوا تفسير السلف فيها، وليكن عندكم تفسيرٌ معتمدٌ من تفاسير السلف؛ لأنها تُعِين على فهم القرآن وتأمُّلِ الآيات البيِّنات كتفسير الإمام الطبري والحافظ ابن كثير والبغوي ومثل تفسير السعدي من المعاصرين.

[الإيمان بربوبية الله]

الأمر الثاني مما يتضمنه الإيمان بالله -سبحانه وتعالى-: الإيمان بربوبية الله، ويعبر عنه العلماء بتوحيد الربوبية. فما معنى ذلك؟

[معنى "الرب"]

يقول العلماء -رحمهم الله-: الرب هو الخالق والمالك والمدبر.


(١) مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (٣/ ١٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>