للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[من معجزات الرسول -صلى الله عليه وسلم-]

كما أيَّده بآيات كثيرة، جمعها العلماء في كتب مستقلة، سُمِّيت بدلائل نبوته -صلى الله عليه وسلم-. وقد جَمَع البيهقيُّ -رحمه الله- كتابًا في دلائل نبوته -صلى الله عليه وسلم-. ومما أُلِّف في هذا: دلائل النبوة للفريابي، ودلائل النبوة لأبي نعيم الأصبهاني، ودلائل النبوة لأبي القاسم إسماعيل الأصبهاني قوام السنة. وكَتَبَ شيخنا العلامة الشيخ مقبل الوادعي -رحمه الله- صحيح دلائل النبوة. وهو مطبوع. فمن معجزاته -صلى الله عليه وسلم-:

إجابة الشجرة إيَّاه لما دعاها.

ففي صحيح مسلم عن جابر -رضي الله عنه- قال: سِرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- حَتَّى نَزَلْنَا وَادِيًا أَفْيَحَ، فَذَهَبَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقْضِي حَاجَتَهُ، فَاتَّبَعْتُهُ بِإِدَاوَةٍ مِنْ مَاءٍ، فَنَظَرَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فَلَمْ يَرَ شَيْئًا يَسْتَتِرُ بِهِ، فَإِذَا شَجَرَتَانِ بِشَاطِئِ الْوَادِي، فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- إِلَى إِحْدَاهُمَا، فَأَخَذَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا، فَقَالَ: «انْقَادِي عَلَيَّ بِإِذْنِ اللهِ» فَانْقَادَتْ مَعَهُ كَالْبَعِيرِ الْمَخْشُوشِ، الَّذِي يُصَانِعُ قَائِدَهُ، حَتَّى أَتَى الشَّجَرَةَ الْأُخْرَى، فَأَخَذَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا، فَقَالَ: «انْقَادِي عَلَيَّ بِإِذْنِ اللهِ» فَانْقَادَتْ مَعَهُ كَذَلِكَ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِالْمَنْصَفِ مِمَّا بَيْنَهُمَا، لَأَمَ بَيْنَهُمَا - يَعْنِي جَمَعَهُمَا - فَقَالَ: «الْتَئِمَا عَلَيَّ بِإِذْنِ اللهِ» فَالْتَأَمَتَا. (١)

وفي سنن ابن ماجه عَنْ أَنَسٍ -رضي الله عنه-، قَالَ: جَاءَ جِبْرِيلُ -عليها السلام- ذَاتَ يَوْمٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، وَهُوَ جَالِسٌ حَزِينٌ قَدْ خُضِّبَ بِالدِّمَاءِ، قَدْ ضَرَبَهُ بَعْضُ أَهْلِ مَكَّةَ، فَقَالَ: مَا لَكَ؟ فَقَالَ: «فَعَلَ بِي هَؤُلَاءِ، وَفَعَلُوا»، قَالَ: أَتُحِبُّ أَنْ أُرِيَكَ آيَةً؟ قَالَ: «نَعَمْ، أَرِنِي» فَنَظَرَ إِلَى شَجَرَةٍ مِنْ وَرَاءِ الْوَادِي، قَالَ: ادْعُ تِلْكَ الشَّجَرَةَ، فَدَعَاهَا فَجَاءَتْ تَمْشِي، حَتَّى قَامَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ، قَالَ: قُلْ لَهَا فَلْتَرْجِعْ، فَقَالَ لَهَا، فَرَجَعَتْ حَتَّى عَادَتْ إِلَى مَكَانِهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «حَسْبِي» (٢)

تَكَلُّمُ الذراعِ المسمومةِ.

وقد ورد ذلك في أحاديث -مفرداتها فيها ضعف، لكنها بمجموعها تثبت-: ففي سنن أبي داود عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: كَانَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ -رضي الله عنهما- يُحَدِّثُ أَنَّ يَهُودِيَّةً، مِنْ أَهْلِ خَيْبَرَ


(١) صحيح مسلم (٣٠١٢)
(٢) سنن ابن ماجه (٤٠٢٨) بسند صحيح وصححه الألباني في هداية الرواة (٥٨٦٧)

<<  <  ج: ص:  >  >>