للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ثمار الجنة]

ويكثر في الجنة الثمارُ المتنوعةُ كما قال تعالى: {فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ (٦٨)} [الرحمن: ٦٨]، {فِيهِمَا فَاكِهَةٌ} يعني من جميع أصناف الفواكه، وأخصها النخل والرمان، اللذان فيهما من المنافع ما فيهما (١).

وفي المستدرك عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما-، فِي قَوْلِهِ -عز وجل-: {فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ (٦٨)} [الرحمن: ٦٨] قَالَ: «نَخْلُ الْجَنَّةِ جُذُوعُهَا زُمُرُّدٌ أَخْضَرُ وَكَرَانِيفُهَا (٢) ذَهَبٌ أَحْمَرُ، وَسَعَفُهَا (٣) كِسْوَةٌ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ مِنْهَا مُقَطَّعَاتُهُمْ وَحُلَلُهُمْ وَثَمَرُهَا أَمْثَالُ الْقِلَالِ أَوِ الدِّلَاءِ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَأَلْيَنُ مِنَ الزُّبْدِ، وَلَيْسَ لَهَا عَجْمٌ» (٤)

وقال الله تعالى: {وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (٣٢) لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ (٣٣)} [الواقعة: ٣٢ - ٣٣]

قال الحافظ عماد الدين ابن كثير -رحمه الله-: أَيْ: وَعِنْدَهُمْ مِنَ الْفَوَاكِهِ الْكَثِيرَةِ الْمُتَنَوِّعَةِ فِي الْأَلْوَانِ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ، {كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا} [البقرة: ٢٥] أَيْ: يُشْبِهُ الشكلُ الشكلَ، وَلَكِنَّ الطَّعْمَ غيرُ الطَّعْمِ.

وَفِي الصَّحِيحَيْنِ فِي ذِكْرِ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى قَالَ: «فَإِذَا وَرَقُهَا كَآذَانِ الْفِيَلَةِ وَنَبْقُهَا مِثْلُ قلالَ هَجَرَ» (٥).


(١) انظر: تفسير ابن كثير ت سلامة (٧/ ٥٠٧) وتفسير السعدي = تيسير الكريم الرحمن (ص: ٨٣١).
(٢) الكرناف - بالضم والكسر للكاف-: أصول سعف النخل تبقى في الجذع بعد قطع السعف.
(٣) السَّعَفَاتُ جَمْعُ سَعَفَةٍ بِالتَّحْرِيكِ، وَهِيَ أغصانُ النَّخِيلِ. وَقِيلَ إِذَا يبسَت سميَت سَعَفَةً، وَإِذَا كَانَتْ رَطْبَةً فَهِيَ شَطْبَة ا. هـ من النهاية في غريب الحديث والأثر (٢/ ٣٦٨)
(٤) أخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين (٣٧٧٦) وعنه البيهقي في البعث والنشور (٢٨٣) ورواه هناد في الزهد (٩٩ و ١٠٧) وعبد الرزاق في التفسير (٣١١٥)، وابن أبي الدنيا في صفة الجنة (٤٨) وأبو نعيم في صفة الجنة (٣٥٤، ٤٠٦) وإسناده صحيح.
(٥) صحيح البخاري (٣٨٨٧)، من حديث مالك بن صعصعة -رضي الله عنه-. ومسلم (١٦٢) من حديث أنس -رضي الله عنه-.

<<  <  ج: ص:  >  >>