للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤ - حديث رجل من الصحابة -رضي الله عنه-:

وروى النسائي عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «مَنْ قَتَلَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ لَمْ يَجِدْ رِيحَ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ سَبْعِينَ عَامًا» (١)

قال الإمام ابن القيم -رحمه الله-: وهذه الألفاظ لا تعارض بينها بوجه .... وريح الجنَّة نوعان: ريحٌ يوجد في الدنيا تشمُّه الأرواح أحيانًا ولا تدركه العبارة، وريح يُدرك بحاسة الشمِّ للأبدان، كما تشم روائح الأزهار وغيرها، وهذا يشترك أهل الجنَّة في إدراكه في الآخرة من قرب وبُعد، وأمَّا في الدنيا فقد يدركه من شاء اللَّهُ من أنبيائه ورسله ا. هـ (٢)

[تربة الجنة]

عن أبي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، قالَ: … قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، حَدِّثْنَا عَنِ الْجَنَّةِ، مَا بِنَاؤُهَا؟ قَالَ: «لَبِنَةُ ذَهَبٍ وَلَبِنَةُ فِضَّةٍ، وَمِلَاطُهَا (٣) الْمِسْكُ الْأَذْفَرُ (٤)، وَحَصْبَاؤُهَا اللُّؤْلُؤُ وَالْيَاقُوتُ،


(١) سنن النسائي (٤٧٤٩) من طريق شُعْبَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، به والقاسم، قال ابن معين: لم نسمع أنه سمع من أحد من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- ا. هـ وقال ابن حبان في مشاهير علماء الأمصار: لا يصح له من صحابي لقى ا. هـ والحديث رواه الإمام أحمد في المسند الرسالة (٢٧/ ١٣٥) رقم (١٦٥٩٠) عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يِسَافٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- به نحوه.
(٢) «حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح - ط عطاءات العلم» (١/ ٣٣٤).
(٣) "الملاط"، بكسر الميم وتخفيف اللام وآخره طاء مهملة: الطين الذي يجعل في البناء، يملط به الحائط، أي: يخلط.
(٤) "الأذفر" - بالذال المعجمة: المراد به طيب ريحه، قال ابن الأثير: "والذفر- بالتحريك- يقع على الطيب والكريه، ويفرق بينهما بما يضاف إليه ويوصف به". وفي اللسان: "قال ابن الأعرابي: الذفر النتن، ولا يقال في شيء من الطيب "ذفر" إلا في المسك وحده".

<<  <  ج: ص:  >  >>