للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«لَقِيتُ إِبْرَاهِيمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَقْرِئْ أُمَّتَكَ مِنِّي السَّلَامَ وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ الجَنَّةَ طَيِّبَةُ التُّرْبَةِ عَذْبَةُ المَاءِ، وَأَنَّهَا قِيعَانٌ، وَأَنَّ غِرَاسَهَا: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَر» (١).

وفي سنن ابن ماجه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مَرَّ بِهِ وَهُوَ يَغْرِسُ غَرْسًا، فَقَالَ: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، مَا الَّذِي تَغْرِسُ؟» قُلْتُ: غِرَاسًا لِي، قَالَ: «أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى غِرَاسٍ خَيْرٍ لَكَ مِنْ هَذَا؟» قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «قُلْ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، يُغْرَسْ لَكَ بِكُلِّ وَاحِدَةٍ شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ» (٢)

- فما أعظم تفريطنا يا عباد الله!! -

طيور الجنة ودوابُّها:

وفي الجنة دوابُّ وطيورٌ لا يعلمها إلا الله، يقول سبحانه: {وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (٢١)} [الواقعة: ٢١]. وتقدم معنا حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رضي الله عنه-، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: مَا الكَوْثَرُ؟ قَالَ: «ذَاكَ نَهْرٌ أَعْطَانِيهِ اللَّهُ - يَعْنِي فِي الجَنَّةِ -[تُرَابُهُ الْمِسْكُ مَاؤُهُ] أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ العَسَلِ، فِيهَا طَيْرٌ أَعْنَاقُهَا كَأَعْنَاقِ الجُزُرِ» قَالَ عُمَرُ: إِنَّ هَذِهِ لَنَاعِمَةٌ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «أَكَلَتُهَا أَنْعَمُ مِنْهَا» رواه الترمذي وغيره (٣)

وفي الصحيح أن رجلا جاء بناقة مخطومة، فقال: هذه في سبيل الله فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لَكَ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ سَبْعُمِائَةِ نَاقِةٍ كُلُّهَا مَخْطُومَةٌ» (٤).

[أنهار الجنة وعيونها]

وفي الجنة أنهار كما ورد ذلك في آيات كثيرة، يقول الله -جل وعلا-:


(١) أخرجه الترمذي (٣٤٦٢) من حديث ابن مسعود -رضي الله عنه-. وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (١٥٥٠)
(٢) سنن ابن ماجه (٣٨٠٧). وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (١٥٤٩)
(٣) تقدم تخريجه (٦/ ٣٢٤)
(٤) أخرجه مسلم (١٨٩٢) من حديث أبي مسعود الأنصاري -رضي الله عنه-.

<<  <  ج: ص:  >  >>