للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال القاسمي -رحمه الله-: "الحشر: اسمٌ يقع على ابتداء خروجهم من الأجداث إلى انتهاء الموقف" (١).

فالحشر متعلق بالبعث، فبعد أن يقوم الناس من قبورهم، ويبعثهم الله -جل وعلا- يأمر الله -عز وجل- بهم فيُحشَرُون من قبورهم إلى أرض الموقف للحساب والجزاء ولما سيأتي إن شاء الله تعالى من الأمور التي تظهر في ذلك اليوم العظيم.

[الآيات الواردة في الحشر]

وقد ورد في باب الحشر آياتٌ كثيرةٌ وأحاديثُ عدةٌ

يقول -جل وعلا-: {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (٩٦)} [المائدة].

ويقول -جل وعلا-: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (٣٨)} [الأنعام].

ويقول -جل وعلا-: {وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (٥١)} [الأنعام: ٥١].

ويقول -جل وعلا-: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَامَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (١٢٨)} [الأنعام].

ويقول -جل وعلا-: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ} [يونس: ٤٥].

ويقول سبحانه: {وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (٢٥)} [الحجر: ٢٥].

ويقول الله: {وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا (٤٧)} [الكهف].

فذكر الله في هذه الآية المباركة أن هنالك أمورًا تتغير يوم القيامة، وهذا من أهوال يوم القيامة أن الجبال تزول، وأن الأرض تكون ظاهرة لا معلمة فيها لأحد كما


(١) محاسن التأويل (٢/ ٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>