للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَهُوَ يَرَى مَا لَا أَرَى (١).

[رد الملائكة للسلام]

عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: هَذَا مَا حَدَّثَنَا بِهِ أَبُو هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، عَنْ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: -فَذَكَرَ أَحَادِيثَ مِنْهَا-، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: «خَلَقَ اللهُ -عز وجل- آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ، طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا، فَلَمَّا خَلَقَهُ قَالَ: اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ النَّفَرِ، وَهُمْ نَفَرٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ جُلُوسٌ، فَاسْتَمِعْ مَا يُجِيبُونَكَ، فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ، قَالَ: فَذَهَبَ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، فَقَالُوا: السَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ، قَالَ فَزَادُوهُ: وَرَحْمَةُ اللهِ، قَالَ: فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ وَطُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا، فَلَمْ يَزَلِ الْخَلْقُ يَنْقُصُ بَعْدَهُ حَتَّى الْآنَ» متفق عليه (٢)

وفي المسند عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ -رضي الله عنه-، قَالَ: خَرَجْتُ مِنْ أَهْلِي أُرِيدُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فَإِذَا أَنَا بِهِ قَائِمٌ، وَرَجُلٌ مَعَهُ مُقْبِلٌ عَلَيْهِ، فَظَنَنْتُ أَنَّ لَهُمَا حَاجَةً، قَالَ: فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: وَاللَّهِ لَقَدْ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- حَتَّى جَعَلْتُ أَرْثِي لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنْ طُولِ الْقِيَامِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَقَدْ قَامَ بِكَ الرَّجُلُ حَتَّى جَعَلْتُ أَرْثِي لَكَ مِنْ طُولِ الْقِيَامِ، قَالَ: «وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ»، قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: «أَتَدْرِي مَنْ هُوَ؟» قُلْتُ: لَا، قَالَ: «ذَاكَ جِبْرِيلُ مَا زَالَ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ»، ثُمَّ قَالَ: «أَمَا إِنَّكَ لَوْ سَلَّمْتَ عَلَيْهِ رَدَّ عَلَيْكَ السَّلَامَ» (٣)

وفي المسند أيضاً عَنْ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ -رضي الله عنه-، قَالَ: مَرَرْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَمَعَهُ جِبْرِيلُ -عليه السلام- جَالِسٌ فِي الْمَقَاعِدِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَجَزْتُ، فَلَمَّا رَجَعْتُ وَانْصَرَفَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «هَلْ رَأَيْتَ الَّذِي كَانَ مَعِي؟» قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: «فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ وَقَدْ رَدَّ عَلَيْكَ السَّلَامَ» (٤)

وروى البخاري في الأدب المفرد وأحمد عن هِشَامِ بْنَ عَامِرٍ -رضي الله عنه- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: «لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ مُسْلِمًا فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، فَإِنْ كَانَ تَصَارَمَا فَوْقَ


(١) أخرجه البخاري (٣٢١٧) ومسلم (٢٤٤٧) واللفظ له والزيادة من البخاري.
(٢) صحيح البخاري (٣٣٢٦، ٦٢٢٧) وصحيح مسلم (٢٨٤١)
(٣) مسند أحمد (٢٠٣٥٠، ٢٣٠٩٣) وصححه الألباني في إرواء الغليل (٣/ ٤٠٣) وفي صحيح الترغيب والترهيب (٢٥٧٢)
(٤) مسند أحمد (٢٣٦٧٧) وصححه شيخنا الوادعي في الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين (٤٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>