للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويهزأ ويسخر، وربما يفعل بعضُ الناس ذلك على سبيل المزاح واللعب واللهو.

والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ» (١).

فحسِّنْ خلقك -يا عبد الله- ما استطعت لتكون من الفائزين.

[ثواب حضور الجنائز تثقل الميزان]

عَنْ أَبِيْ هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ شَهِدَ الجَنَازَةَ حَتَّى يُصَلِّيَ، فَلَهُ قِيرَاطٌ، وَمَنْ شَهِدَ حَتَّى تُدْفَنَ كَانَ لَهُ قِيرَاطَانِ»، قِيلَ: وَمَا القِيرَاطَانِ؟ قَالَ: «مِثْلُ الجَبَلَيْنِ العَظِيمَيْنِ» متفق عليه. وفي رواية لهما: «مَنِ اتَّبَعَ جَنَازَةَ مُسْلِمٍ، إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، وَكَانَ مَعَهُ حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا وَيَفْرُغَ مِنْ دَفْنِهَا، فَإِنَّهُ يَرْجِعُ مِنَ الأَجْرِ بِقِيرَاطَيْنِ، كُلُّ قِيرَاطٍ مِثْلُ أُحُدٍ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيْهَا ثُمَّ رَجَعَ قَبْلَ أَنْ تُدْفَنَ، فَإِنَّهُ يَرْجِعُ بِقِيرَاطٍ» وفي رواية لمسلم «أَصْغَرُهُمَا مِثْلُ أُحُدٍ» (٢)

وعَنْ أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ -رضي الله عنه-، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «مَنْ تَبِعَ جَنَازَةً حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا، وَيُفْرَغَ مِنْهَا، فَلَهُ قِيرَاطَانِ، وَمَنْ تَبِعَهَا حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا، فَلَهُ قِيرَاطٌ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَهُوَ أَثْقَلُ فِي مِيزَانِهِ مِنْ أُحُدٍ» (٣)

وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ أَنَّهُ خَرَجَ فِي جِنَازَةٍ فِيهَا ابْنُ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- فَصَلَّى عَلَيْهَا فَانْصَرَفَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ لِحَاجَةٍ فَضَرَبَ ابْنُ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- مَنْكِبِي وَقَالَ أَتَدْرِي بِكَمِ انْصَرَفَ هَذَا؟ قُلْتُ لَا أَدْرِي قَالَ انْصَرَفَ بِقِيرَاطٍ فَقُلْتُ: ابْنَ عَبَّاسٍ، وَمَا الْقِيرَاطُ؟ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: «مَنْ صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ فَانْصَرَفَ قَبْلَ أَنْ يَفْرُغَ مِنْهَا كَانَ لَهُ قِيرَاطٌ، فَإِنِ انْتَظَرَ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْهَا كَانَ لَهُ قِيرَاطَانِ، وَالْقِيرَاطُ مِثْلُ أُحُدٍ فِي مِيزَانِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»،


(١) أخرجه البخاري (٢٩٨٩)، ومسلم (١٠٠٩) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.
(٢) أخرجه البخاري (١٣٢٥، ٤٧)، ومسلم (٩٤٥/ ٥٣).
(٣) أخرجه ابن ماجه (١٥٤١) وأحمد (٢١٢٠١) والطبراني في المعجم الأوسط (٥٥٤) وهو في صحيح الترغيب والترهيب (٣٥٠١)

<<  <  ج: ص:  >  >>