للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالتحذير من النار -أعاذنا الله وإياكم منها-، وقد كان نبينا -صلى الله عليه وسلم- يستعيذ بالله من النار. ولو تأمل المسلمُ حال النبي -صلى الله عليه وسلم- في اليوم والليلة سيجد أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يكرر الاستعاذة بالله -جل وعلا- من نار جهنم كثيرا.

[استعاذة النبي -صلى الله عليه وسلم- من النار]

عَنْ أَنَسٍ -رضي الله عنه-، قَالَ: كَانَ أَكْثَرُ دُعَاءِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-: «اللَّهُمَّ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ» متفق عليه (١)

وفي حديث عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ -رضي الله عنه-، قَالَ: ذَكَرَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- النَّارَ، فَتَعَوَّذَ مِنْهَا وَأَشَاحَ بِوَجْهِهِ، ثُمَّ ذَكَرَ النَّارَ فَتَعَوَّذَ مِنْهَا وَأَشَاحَ بِوَجْهِهِ، [ثَلَاثَاً] ثُمَّ قَالَ: «اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإِنْ لَمْ تَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ» متفق عليه (٢).

وَعَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها-، أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الكَسَلِ وَالهَرَمِ، وَالمَغْرَمِ وَالمَأْثَمِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ النَّارِ وَفِتْنَةِ النَّارِ، وَفِتْنَةِ القَبْرِ وَعَذَابِ القَبْرِ، وَشَرِّ فِتْنَةِ الغِنَى، وَشَرِّ فِتْنَةِ الفَقْرِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بِمَاءِ الثَّلْجِ وَالبَرَدِ، وَنَقِّ قَلْبِي مِنَ الخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، وَبَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ» متفق عليه (٣)

وقَالَتْ عَائِشَةُ -رضي الله عنها-: رَكِبَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- ذَاتَ غَدَاةٍ مَرْكَبًا، فَخَسَفَتِ الشَّمْسُ، … فذكرت الحديث ثم قالت: فَكُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- بَعْدَ ذَلِكَ، يَتَعَوَّذُ مِنْ [عَذَابِ النَّارِ، وَ] عَذَابِ الْقَبْرِ. متفق عليه (٤)

[سؤال الله الجنة والاستعاذة به من النار في الصباح والمساء]

وفي أذكار الصباح والمساء جاءت السنَّةُ بالاستعاذة بالله -جل وعلا- من عذاب النار،


(١) صحيح البخاري (٤٥٢٢) وصحيح مسلم (٢٦٩٠).
(٢) صحيح البخاري (٦٠٢٣، ٦٥٦٣) وصحيح مسلم (١٠١٦). وما بين قوسين رواية لهما.
(٣) صحيح البخاري (٦٣٦٧، ٦٣٧٥) وصحيح مسلم (٥٨٩).
(٤) صحيح البخاري (١٠٥٠) وصحيح مسلم (٩٠٣) والزيادة منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>