للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيستعيذ العبدُ من نار جهنم، ويستعيذ من عذاب القبر كلَّ صباح وكلَّ مساء.

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ -رضي الله عنه-، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، إِذَا أَمْسَى قَالَ: «أَمْسَيْنَا وَأَمْسَى الْمُلْكُ لِلَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ؛ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللهُمَّ أَسْأَلُكَ خَيْرَ هَذِهِ اللَّيْلَةِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ هَذِهِ اللَّيْلَةِ، وَشَرِّ مَا بَعْدَهَا اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَسُوءِ الْكِبَرِ، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابٍ فِي النَّارِ وَعَذَابٍ فِي الْقَبْرِ» وَإِذَا أَصْبَحَ قَالَ ذَلِكَ أَيْضًا: «أَصْبَحْنَا وَأَصْبَحَ الْمُلْكُ لِلَّهِ» (١)

[الاستعاذة بالله من النار قبل النوم]

روي عَنِ ابْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَقُولُ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَفَانِي وَآوَانِي، وَأَطْعَمَنِي وَسَقَانِي، وَالَّذِي مَنَّ عَلَيَّ فَأَفْضَلَ، وَالَّذِي أَعْطَانِي فَأَجْزَلَ، الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ اللَّهُمَّ رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ وَإِلَهَ كُلِّ شَيْءٍ، أَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ» رواه أبو داود، وهو حديث معل. (٢)

[الأمر بالتعوذ بالله من النار]

عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ -رضي الله عنه- قَالَ: بَيْنَمَا النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- فِي حَائِطٍ لِبَنِي النَّجَّارِ، عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ وَنَحْنُ مَعَهُ، إِذْ حَادَتْ بِهِ فَكَادَتْ تُلْقِيهِ، وَإِذَا أَقْبُرٌ سِتَّةٌ أَوْ خَمْسَةٌ أَوْ أَرْبَعَةٌ فَقَالَ: «مَنْ يَعْرِفُ


(١) صحيح مسلم (٢٧٢٣)
(٢) أخرجه أبو داود (٥٠٥٨) وصححه ابن حبان (٥٥٣٨) وصححه الألباني في التعليقات الحسان على شرط الشيخين. وقال شيخنا الوادعي في الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين (١٦٤١): هذا حديث صحيحٌ على شرط البخاري ا. هـ قلت: والحديث معل فقد رواه الخرائطي في مكارم الأخلاق (٩٦٤) عن أَبي مَعْمَرٍ المقري، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنِي حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، حَدَّثَنِي ابْنُ عِمْرَانَ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- … فذكره قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَرَائِطِيُّ: فَقَالَ لَهُ أَبُو عَلِيٍّ الْعَنَزِيُّ: كُنْتَ حَدَّثْتَ بِهِ مَرَّةً، فَقُلْتَ ابْنَ عُمَرَ، فَقَالَ: ذَاكَ خَطَأٌ وَأَنْكَرَ ذَلِكَ، وَقَالَ: اجْعَلْهُ ابْنَ عِمْرَانَ ا. هـ قال الحافظ في النكت الظراف (٥/ ٤٤٤/ مع تحفة الأشراف): وابن عمران ما عرفته وهذه علة قادحة فإن أبا معمر أثبت من عبد الصمد -راويه عن أبيه عبد الوارث عند أبي داود - ا. هـ وقال ابن أبي حاتم في العلل (٥/ ٣٦٧) عن أبيه حَدِيثُ أَبِي مَعْمَر أشبهُ. قال قلتُ لأَبِي: ابنُ عمران من هو؟ قَالَ: لا أدري. قلتُ: فابنُ بُرَيْدة أدركَ ابنَ عُمَرَ؟ قَالَ: أَدركَهُ ولم يَبِنْ سماعُهُ منه ا. هـ

<<  <  ج: ص:  >  >>