للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقول -جل وعلا-: {وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ} [الأحقاف: ٣٤] يُسْأَلُون تبكيتًا، وردعًا، وتعذيبًا لهم: {قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (٣٠)} [الأنعام]. ويقول سبحانه: {وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا (١٠٠) الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا (١٠١)} [الكهف].

ويقول -جل وعلا-: {وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ (٤٤) وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُقِيمٍ (٤٥)} [الشورى]

من سيُنَجِّيهم في ذلك الحين من عذاب الله -سبحانه وتعالى-؟! فيا أيها المؤمن وأنت تقرأ أو تستمع إلى هذه الأدلة من الآيات والأحاديث الصحيحة عليك أن تتوب إلى الله -جل وعلا-. وأن تعلم أنه لا مخرج للإنسان من هموم هذه الدنيا وأحزانها ومن عذاب الله يوم القيامة إلا أن يلقى الله -سبحانه وتعالى- تائبًا، وأن يلقى الله -سبحانه وتعالى- وهو على عملٍ صالحٍ يُقرِّبُه إلى الله -جل وعلا-. والله -سبحانه وتعالى- سمى يوم القيامة بيوم التغابن، اليوم الذي يحصل فيه الغبن لكل من فرط في طاعة الله -جل وعلا-.

[فكاك المسلم من النار]

ومن المواقف العظيمة يوم القيامة: ما أخبر عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- كما جاء عن أبي موسى -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، دَفَعَ اللهُ -عز وجل- إِلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، يَهُودِيًّا، أَوْ نَصْرَانِيًّا، فَيَقُولُ: هَذَا فِكَاكُكَ مِنَ النَّارِ» (١)

قال النووي -رحمه الله-: وَمَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ مَا جَاءَ فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- «لِكُلِّ أَحَدٍ مَنْزِلٌ فِي الْجَنَّةِ وَمَنْزِلٌ فِي النَّارِ فَالْمُؤْمِنُ إِذَا دَخَلَ الْجَنَّةَ خَلَفَهُ الْكَافِرُ فِي النار» لاستحقاقه ذلك بكفره ومعنى «فِكَاكُكَ مِنَ النَّارِ» أَنَّكَ كُنْتَ مُعَرَّضًا لِدُخُولِ النَّارِ وَهَذَا فَكَاكُكَ


(١) أخرجه مسلم (٢٧٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>