للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عشر قرنًا أو خمسة عشر قرنًا! لكن هذه القرون المتطاولة هي قليلة جدًّا بالنسبة إلى ما تقدَّمها من الأمم السابقة؛ وبهذا تُفهَم النصوص الشرعية ولا يعتدى عليها وعلى تفسيرها. فهذه بعض الأمور والتنبيهات التي نبَّه عليها العلماء.

[من أشراط الساعة الصغرى]

أما ما يتعلق بأشراط الساعة التي ذكرناها فمن أشراط الساعة العلامات الصغرى، فنورد رؤوس أقلام في هذا الباب من الأمور التي أخبر عنها النبي -صلى الله عليه وسلم-. فمن ذلك:

[بعثته -صلى الله عليه وسلم-]

بعثته -صلى الله عليه وسلم- من أشراط الساعة كما تقدم معنا في قوله -صلى الله عليه وسلم-: «بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةَ كَهَاتَيْنِ» وضَمَّ السبابة والوسطى (١).

[موته -صلى الله عليه وسلم-]

كذلك من أشراط الساعة موتُ النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد جاء في الحديث: «اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ: مَوْتِي، ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ المَقْدِسِ، … ، ثُمَّ اسْتِفَاضَةُ المَالِ حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِائَةَ دِينَارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطًا … » الحديث (٢) فذكر أن موته -صلى الله عليه وسلم- يعتبر من أشراط الساعة،

وهو من أعظم المصائب التي وقعت على المسلمين، وقد صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «إِذَا أَصَابَ أَحَدَكُمْ مُصِيبَةٌ، فَلْيَذْكُرْ مُصَابَهُ بِي، فَإِنَّهَا مِنْ أَعْظَمِ الْمَصَائِبِ» (٣)


(١) تقدم في المجلس الحادي والعشرين.
(٢) أخرجه البخاري (٣١٧٦) من حديث عوف بن مالك -رضي الله عنه-.
(٣) حديث صحيح بشواهده، رواه الدارمي (٨٦) وابن سعد في الطبقات الكبرى ط دار صادر (٢/ ٢٧٥) بسند صحيح عن عطاء مرسلا، ورواه الدارمي (٨٥) بسند صحيح عن مكحول مرسلا، ورواه عبد الرزاق في مصنفه (٦٧٠٠) بسند صحيح عن عبد الرحمن بن سابط مرسلا، ووصله ابن بي خيثمة في أخبار المكيين من تاريخه (٢٦٠) والطبراني في المعجم الكبير (٧/ ١٦٧) رقم (٦٧١٨) عن عبد الرحمن بن سابط عن أبيه، وسنده ضعيف. وروي من حديث ابن عباس -عند البيهقي في شعب الإيمان (٩٦٧٧) -، ومن حديث بريدة -رواه ابن السني (٥٨٢) ومن حديث عائشة رواه ابن ماجه (١٥٩٩) وأسانيدها ضعيفة. فالحديث بمجموعها حسن. انظر: السلسلة الصحيحة (١١٠٦)

<<  <  ج: ص:  >  >>