للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن الله -جل وعلا- هو الذي يقضي بين العباد، ويحكم بينهم يوم القيامة، فاللهم سلِّم سلِّم.

قاتل نفسه ومن لعن مؤمنًا أو قذفه:

ويؤتى بقاتل نفسه، فيُعذَّب، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ فِي الدُّنْيَا عُذِّبَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ لَعَنَ مُؤْمِنًا فَهُوَ كَقَتْلِهِ، وَمَنْ قَذَفَ مُؤْمِنًا بِكُفْرٍ فَهُوَ كَقَتْلِهِ» (١).

[من قذف مملوكه بغير حق أقيم عليه الحد يوم القيامة]

ويقول -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ قَذَفَ مَمْلُوكَهُ وَهُوَ بَرِيءٌ مِمَّا قَالَ جُلِدَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا أَنْ يَكُونَ كَمَا قَالَ» (٢) فهذا أيضًا ممن يُعذَّبون يوم القيامة.

وجاء أيضًا في الصحيح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال أبو القاسم -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ قَذَفَ مَمْلُوكَهُ بِالزِّنَى يُقَامُ عَلَيْهِ الْحَدُّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ كَمَا قَالَ» (٣)

«مَنْ قَذَفَ مَمْلُوكَهُ» ولو كان القاذف ذا مكانة في الدنيا، وقذف خادمه بالزنى واتهمه بالباطل فإنه يأتي يوم القيامة، فيقام عليه حدُّ الزنا في عرصات القيامة.

فهذه أصنافٌ من أولئك العصاة، نسأل الله السلامة والعافية.

أيها العاصي تُبْ ولا تأمن مكر الله:

أخي المسلم، لا تأمن مكر الله، ولا تقل: لا يُعذِّب اللهُ بالذنب الواحد، فإنما خرج آدم -عليها السلام- من الجنة بأكلة حين ذاق الشجرة، وطُرِدَ إبليس من الجنة بسجدة أباها، وقال -صلى الله عليه وسلم-: «دَخَلَتْ امْرَأَةٌ النَّارَ فِي هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا، فَلَمْ تُطْعِمْهَا، وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ» (٤) فذنبٌ واحدٌ يُوجِبُ العقوبة في الآخرة إن لم يَتُبِ اللهُ -عز وجل- على صاحبه.


(١) أخرجه البخاري (٦٨٥٨) واللفظ له، ومسلم (١٦٦٠) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.
(٢) أخرجه البخاري (٦٠٤٧) من حديث ثابت بن الضحاك -رضي الله عنه-.
(٣) أخرجه البخاري (٦٨٥٨) ومسلم (١٦٦٠) واللفظ له.
(٤) أخرجه البخاري (٣٣١٨)، ومسلم (٢٦١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>