للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشفاعة لمن أَذِنَ الله له ورضي عنه:

وقال الله: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} [البقرة: ٢٥٥]

فأخبر سبحانه أنها لا تكون إلا بإذنه.

وقال -جل وعلا-: {مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ} [يونس: ٣].

وقال سبحانه: {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى (٢٦)} [النجم].

فأخبرنا أيضًا أن الشفاعة لا تكون إلا لمن أَذِنَ الله -عز وجل- له، ورضي عنه. وبيَّن أنها لا تكون إلا من بَعْدِ إِذْنِه، وَلا يَأْذَنُ فيها إلا لأوليائه المرتضَيْنَ الأخيار، قال -عز وجل-: {لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا (٣٨)} [النبأ].

وقال -جل وعلا-: {لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا (٨٧)} [مريم]

وقال سبحانه: {وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى} [الأنبياء: ٢٨].

وقال -جل وعلا-: {يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا (١٠٩)} [طه].

وهو سبحانه لا يرتضي إلا أهل التوحيد والإخلاص، وأما غيرُهم فإنَّ الله -عز وجل- يقول في حقهم: {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ (١٨)} [غافر] أَيْ: لَيْسَ لِلَّذِينِ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ بِالشِّرْكِ بِاللَّهِ مِنْ قَرِيبٍ مِنْهُمْ يَنْفَعُهُمْ، وَلَا شَفِيعٍ يُشَفَّعُ فِيهِمْ.

ويخبر أنَّ أهل النار يقولون يوم القيامة: {فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ (١٠٠) وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ (١٠١)} [الشعراء]

ويقول ربُّنا -جل وعلا-: {فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ (٤٨)} [المدثر].

[الشفاعة قسمان]

ويتبيَّنُ من هذه الأدلة أنَّ الشفاعة في كتاب الله تنقسم إلى قسمين:

القسم الأول: شفاعة مثبتة.

والقسم الثاني: شفاعة منفية.

فالشفاعة المثبتة: هي الشفاعة التي ذكر الله -عز وجل- لنا أنها لا تكون إلا بإذنه، وأنها لا تكون إلا لمن رَضِيَه الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>