ويقول الله: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (١٣)} [الإسراء]. وهذا من عدله سبحانه أنه إذا حاسب العبادَ يوم القيامة أخرج لكلٍّ كتابَه؛ ليقرأه سواء كان يقرأ في الدنيا أو لا يقرأ، فيخرج إليه الكتاب: {يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (١٣) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (١٤)} [الإسراء] وهو كتابٌ شاملٌ؛ فكلُّ ما عمله يجده فيه. {وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (٤٩)} [الكهف] وقال قبل ذلك عن الكفار أنهم يقولون: {يَاوَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا}.