للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السماوات، ويهتدى بها في ظلمات البر والبحر، وينتفع بالاعتبار بها (١).

{فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا (٤)} الملائكة التي تقسم الأمر وتدبره بإذن الله، فكل منهم، قد جعله الله على تدبير أمر من أمور الدنيا وأمور الآخرة، لا يتعدى ما قدر له وما حد ورسم، ولا ينقص منه ا. هـ (٢)

[القسم في سورة المرسلات]

وقال تعالى: {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا (١) فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا (٢) وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا (٣) فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا (٤) فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا (٥) عُذْرًا أَوْ نُذْرًا (٦) إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ (٧)} [المرسلات].

قال العلامة ابن جزي -رحمه الله-:

اختلف في معنى المرسلات والعاصفات والناشرات والفارقات على قولين: أحدهما أنها الملائكة والآخر أنها الرياح.

فعلى القول بأنها الملائكة: سماهم المرسلات لأن الله تعالى يرسلهم بالوحي وغيره،

وسماهم العاصفات لأنهم يعصفون كما تعصف الرياح في سرعة مضيهم إلى امتثال أوامر الله تعالى،

وسماهم ناشرات لأنهم ينشرون أجنحتهم في الجو، وينشرون الشرائع في الأرض، أو ينشرون صحائف الأعمال وسماهم الفارقات لأنهم يفرقون بين الحق والباطل.

وعلى القول بأنها الرياح:

سماها المرسلات لقوله: {اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ} [الروم: ٤٨]


(١) قال الحافظ ابن كثير في تفسيره (٧/ ٤١٤): المشهور عن الجمهور -كما تقدم-: أنها السفن، تجري ميسرة في الماء جريا سهلا. وقال بعضهم: هي النجوم تجري يسرا في أفلاكها، ليكون ذلك ترقيا من الأدنى إلى الأعلى، إلى ما هو أعلى منه، فالرياح فوقها السحاب، والنجوم فوق ذلك، والمقسمات أمرا الملائكة فوق ذلك، تنزل بأوامر الله الشرعية والكونية ا. هـ
(٢) تفسير السعدي " تيسير الكريم الرحمن" (ص: ٨٠٨) وانظر: تفسير ابن كثير ت سلامة (٧/ ٥)

<<  <  ج: ص:  >  >>