للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلا يوصفون بأنهم إناث، ولا يوصفون بأنهم ذكور؛ لأن ذلك لم يَرِد في كتاب الله ولا في سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- لكن بعض الناس لا يريد أن يفهم هذه الأمور الغيبية إلا على ما هو عليه من الأمور البشرية وهذا خطأ وضلال.

[الملائكة لا يحتاجون إلى طعام ولا إلى شراب ولا نكاح]

كذلك الملائكة لا يحتاجون إلى طعام ولا إلى شراب. وقد قصَّ اللهُ علينا من خبر الملائكة الذين جاؤوا إلى إبراهيم -عليها السلام- في صورة بشر، فقدَّم لهم الطعام، فلم تمتد أيديهم إليه، فأوجس منهم خيفة، فكشفوا حينئذ عن أمرهم. كما قال: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ (٢٤) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (٢٥) فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ (٢٦) فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (٢٧) فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً} [الذاريات]. قال الفخر الرازي: "اتفقوا على أن الملائكة لا يأكلون ولا يشربون ولا ينكحون" (١).

[الملائكة لا يدركهم ما يدرك البشر من الكلل والملل في العبادة]

كذلك جاءت الآيات ببيان أنهم يعبدون الله بلا كلل ولا ملل. فلا يدركهم ما يدرك البشر من ذلك قال الله تعالى: {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ (٢٠)} [الأنبياء: ٢٠] يعني لا يضعفون. وقال تعالى: {فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ} [فصلت: ٣٨].

[الملائكة لا يعلمون الغيب]

قال الله تعالى: {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (٦٥)} [النمل: ٦٥]، وقال تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٣١) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (٣٢)} [البقرة: ٣١ - ٣٢]

وفي قصة الإسراء والمعراج «لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- … عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَضَرَبَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِهَا فَنَادَاهُ أَهْلُ السَّمَاءِ مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ جِبْرِيلُ: قَالُوا: وَمَنْ


(١) مفاتيح الغيب (١/ ٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>