للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مخصوصٍ كجبريل وميكائيل ومالك فنؤمن بهم وبوظائفهم تفصيلًا على ما بُيِّن في الكتاب والسنة. وأما الذين لم يَرِدْ ذِكْرُ أسمائهم فنؤمن بهم إجمالًا، وهم خَلْقٌ كثير كما سيأتي معنا.

الأمر الثاني: إنزالهم منازلهم: وإثبات أنهم عباد لله وخلقُه كالإنس والجن، وأنهم مكلَّفون بعبادة الله، ولا يقدرون إلا على ما أَقْدَرَهُم الله عليه، والموتُ عليهم جائز، ولكن الله جعل لهم أمدًا بعيدًا، ولا يُوصَفون بشيء يؤدي وصفُهم به إلى إشراكهم بالله -جل وعلا-.

والأمر الثالث: الإيمان بما علمنا من صفاتهم على الإجمال والتفصيل: فنؤمن إجمالا بأنهم مخلوقون من نور، وأنهم على صورة حسنة جدًّا، وأنهم خَلْقٌ عظيم، ونؤمن تفصيلًا بما علمنا من أوصاف بعضهم.

والأمر الرابع: الإيمان بما علمنا من أعمالهم على الإجمال والتفصيل.

الإيمان بالملائكة يكون إجمالًا وتفصيلًا:

يقول العلامة ابن باز -رحمه الله تعالى-: "والإيمان بالملائكة يتضمَّن الإيمان بهم إجمالًا وتفصيلًا، فيؤمن المسلم بأن لله ملائكةً خلقهم لطاعته، ووصَفَهم بأنهم: {عِبَادٌ مُكْرَمُونَ (٢٦) لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (٢٧)} [الأنبياء: ٢٦ - ٢٧] وهم أصناف كثيرة: فمنهم الموكَّلون بحمل العرش، ومنهم خزنة الجنة والنار، ومنهم الموكَّلون بحفظ أعمال العباد، ونؤمن على سبيل التفصيل بمن سمَّى اللهُ ورسولُه منهم كجبريل، وميكائيل، ومالك خازن النار، وإسرافيل الموكَّل بالنفخ في الصور" (١).

وثبت في حديث المعراج أنه -صلى الله عليه وسلم- رُفِعَ له البيت المعمور الذي هو في السماء السابعة، بمنزلة الكعبة في الأرض، وإذا هو يدخله كلَّ يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه آخر ما عليهم (٢) وهذا يدل على كثرتهم.

ويقول العلامة ابن عثيمين -رحمه الله-: "الإيمان بالملائكة يتضمن أربعة أمور:

أوَّلًا: الإيمان بوجودهم.


(١) مجموع فتاوى ابن باز (١/ ١٩).
(٢) أخرجه البخاري (٣٢٠٧)، ومسلم (١٦٤) من حديث مالك بن صعصعة -رضي الله عنه-.

<<  <  ج: ص:  >  >>