للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-لو قدَّم الأرضَ كلَّها بما فيها ومِلْأَها ذهبًا فديةً ما قَبِلَ اللهُ -عز وجل- منه-، قال الله تعالى: {أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (٩١)} [آل عمران]

ويقول -جل وعلا-: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٣٦)} [المائدة] بل يقول الله -عز وجل- له كما تقدم معنا في الحديث: «فَقَدْ سَأَلْتُكَ مَا هُوَ أَهْوَنُ مِنْ هَذَا وَأَنْتَ فِي صُلْبِ آدَمَ، أَنْ لَا تُشْرِكَ بِي، فَأَبَيْتَ إِلَّا الشِّرْكَ» (١)

-نسأل الله السلامة والعافية-.

[استغاثة ونداء أهل النار]

عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو -رضي الله عنهما-، قَالَ: «إِنَّ أَهْلَ النَّارِ نَادَوْا: {يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ}، فَخَلَّى عَنْهُمْ أَرْبَعِينَ عَامًا، ثُمَّ أَجَابَهُمْ: {إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ (٧٧)} [الزخرف]. [هَانَتْ دَعْوَتُهُمْ وَاللَّهِ عَلَى مَالِكٍ، وَرَبِّ مَالِكٍ {قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ (١٠٦)}] {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (١٠٧)} [المؤمنون]، قَالَ: فَخَلَى عَنْهُمْ مِثْلَيِ (٢) الدُّنْيَا، [وفي رواية: فَخَلَّى عَنْهُمْ مِثْلَ الْأُولَى لَا يُجِيبُهُمْ] (٣) ثُمَّ أَجَابَهُمْ: {اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ (١٠٨)} [المؤمنون]، قَالَ: فَلَمْ يَيْئِسِ [أي ينطق] الْقَوْمُ بَعْدَ ذَلِكَ بِكَلِمَةٍ، إِنْ كَانَ إِلَّا الزَّفِيرُ وَالشَّهِيقُ» (٤)


(١) تقدَّم في هذا المجلس.
(٢) عند ابن أبي الدنيا في صفة النار (١٦٨) والطبري في رواية والطبراني والحاكم (مثل الدنيا)
(٣) لفظ هناد في الزهد.
(٤) مصنف ابن أبي شيبة (٧/ ٤٨) -وعنه ابن أبي الدنيا في صفة النار (١٦٨) - ورواه هناد في الزهد (٢١٤) والطبري في تفسيره ط هجر (٢٠/ ٦٤٩) وابن أبي حاتم -كما في «تفسير ابن كثير - ت السلامة (٥/ ٤٩٩) - والطبراني في المعجم الكبير جـ ١٣، ١٤ (١٣/ ٣٥٢) رقم (١٤١٧١) والحاكم في المستدرك (٨٧٧٠) والبيهقي في الأسماء والصفات (٤٨٠) ومنه الزيادة. وصححه الحاكم على شرط الشيخين. وإنما هو صحيح فحسب ففي سند الحاكم عبد الوهاب بن عطاء ولم يرو له البخاري في صحيحه والراوي عنه يحيى بن أبي طالب لم يخرجا له. وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (٣٦٩١)

<<  <  ج: ص:  >  >>